السبت 02 أغسطس 2025 م - 8 صفر 1447 هـ

أحمد الخروصي: مفهوم التبرع بحاجة إلى تعزيزه وترسيخه كثقافة مجتمعية دائمة

أحمد الخروصي: مفهوم التبرع بحاجة إلى تعزيزه وترسيخه كثقافة مجتمعية دائمة
الأربعاء - 23 يوليو 2025 04:01 م
20

التبرع بالدم ليس مجرد عمل تطوعي وإنما أسلوب حياة

كتب ـ سليمان بن سعيد الهنائي:

التبرع بالدم ليس مجرد عمل تطوعي، وإنما أسلوب حياة وذو قيمة معنوية ونفسية وصحية يسهم في إنقاذ مرضى هم أشد حاجة لمن يقف بجانبهم ويأخذ بأيديهم، وتقديم ما هو بحاجة لاستمرار حياتهم ونشر ثقافة التبرع وهي رسالة لكل من تكون له القدرة على إنقاذ حياة إنسان.

(الوطن) التقت بأحمد الخروصي المتبرع بالدم لأكثر من 214 تبرعًا ـ على حسب قوله ـ ليكون نموذجًا يحتذى به في الجانب الإنساني، حيث أكد أن: التبرع بالدم ليس مجرد عمل تطوعي وإنما رسالة حياة فكان بالنسبة لي ذا قيمة هادفة شعرت والتزمت به منذ 1986م بعد وفاة شقيقي ـ رحمة الله عليه ـ حينها كان متأثرًا بنزيف دموي حاد ومنذ ذلك الحين، فأصبح التبرع بالدم جزءًا من مسيرة حياتي.

تعزيز الوعي

نوَّه الخروصي بأن مفهوم التبرع اليوم بحاجة إلى تعزيز الوعي وترسيخ الفكرة كثقافة مجتمعية دائمة، لا مجرد استجابة وقت الأزمات، حيث نستشعر قيمة التبرع عندما يتعلق الأمر بإنقاذ أُناس هم بحاجة إلى قطرة دم نكون سببًا في حياة إنسان، وهذا المعنى لا يمكن شرحه بالكلمات، لكنه يُشعرني بالدور الذي أقدمه وأنا على يقين بأن الله لا يضيع عملًا فيه الخير ينطلق من مبدأ من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا.

أما حول التكريمات فأوضح بأنها هي وسام شرف بأن هذا الجهد أثمر، وأن رسالتي وصلت، معربًا عن سعادته الكبرى بمدى الفائدة التي حققها خلال مسيرته في التبرع بالدم وهي إنقاذ الأرواح، والشعور الداخلي بالرضا والطمأنينة، ويكفيني أن أعلم أن قطرة دم أسهمت في بقاء مريض على قيد الحياة، كما أنني أسهمت في نشر ثقافة التبرع الطوعي، وتكوين أسرة عُمانية كاملة من المتبرعين. وقال: إن خلال مسيرتي في التبرع بالدم هناك مواقف صعبة مررت عليها وأثرت في نفسي حين أرى مرضى من فئة الأطفال في أقسام الأورام ينتظرون الدم، أو حين تُنقل حالات طارئة بسبب حوادث سير مروعة وتكون حياتهم معلقة بكيس دم وأدركت بأن العطاء نعمة والنية الصادقة محبة وسعادة.

منصة خليجية

ويشير الخروصي إلى أنه قام بالتبرع لأكثر من 214 تبرعًّا حتى الآن ـ وكما أشار في حديثه، بينها صفائح دموية وبلازما بعد أن ترسّخت رسالتي محليًّا، قررت أن أنقل تجربتي إلى مستوى خليجي، فتبرعت في دولة الإمارات، البحرين، السعودية، والكويت، ونلت تكريمات من وزارات وسفراء وهيئات رسمية، مبينًا بأنني أطمح الآن إلى تأسيس منصة خليجية موحدة للتبرع بالدم، تعزز من التعاون الصحي والإنساني بين شعوب الخليج.

ووجَّه الخروصي رسالة للجميع التبرع بالدم لما له أثر ديني وأخروي فهو أبسط صورة من صور الإنسانية الحقيقية لا تنتظر أن يُطلب منك، بل بادر بنفسك كن سببًا في إنقاذ حياة، فربما يأتي اليوم الذي تحتاج فيه من ينقذك.

وقال الخروصي: رغم الجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة ومؤسسات المجتمع في دعم ثقافة التبرع بالدم، إلا أن هناك عددًا من التحديات الميدانية المهمة التي تواجه المتبرعين، خصوصًا في التخصصات الدقيقة مثل الصفائح الدموية والبلازما، ومنها: قلة توفر أجهزة فصل مكونات الدم (Apheresis)، حيث لا تزال معظم بنوك الدم في ولايات سلطنة عُمان تفتقر لجهاز فصل مكوِّنات الدم، مما يُجبر المتبرعين بالصفائح أو البلازما على صلالة فبُعد المسافة عن مراكز التبرع المتخصصة لبعض المتبرعين فيقطعون مئات الكيلومترات للتبرع بالصفائح ومتحملين المشقة والتعب وتوجد هذه الأجهزة فقط في المستشفيات المرجعية الكبرى مثل: مستشفى خولة مستشفى نزوى مستشفى صحار ومستشفى السُّلطان قابوس.

حملة وطنية

ناشد الخروصي من خلال المقترحات لتعزيز التبرع بالدم في سلطنة عُمان أولًا على الجانب التوعوي والإعلامي أن يتم عن طريق إطلاق حملة وطنية دائمة للتبرع بالدم بشعار موحَّد وتُعرض في المدارس والجامعات لتكون ثقافة عطاء لدى الطلبة في سن مبكرة بإنتاج أفلام قصيرة واقعية توثق قصص مرضى تم إنقاذهم بدماء المتبرعين وتوفير جهاز فصل مكوِّنات الدم (Apheresis) في كل محافظة على الأقل، لتقليل مشقة التنقل وفتح وحدات متنقلة للتبرع بالدم في المناطق البعيدة، خاصة خلال المواسم والفعاليات الجماهيرية وإنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة للمتبرعين مرتبطة بتطبيق إلكتروني يُسهّل الحجز والتذكير بالتبرع.

أحمد الخروصي: مفهوم التبرع بحاجة إلى تعزيزه وترسيخه كثقافة مجتمعية دائمة