السبت 02 أغسطس 2025 م - 8 صفر 1447 هـ

ولنا كلمة : العيب ليس فـي الطريق

ولنا كلمة : العيب ليس فـي الطريق
الأربعاء - 23 يوليو 2025 01:25 م

طالب بن سيف الضباري

170

على الرغم من بعض حوادث الطرق التي تحدث خلال العام ومعظمها بطبيعة الحال أخطاء بشرية، ترتكب من قبل سائقي المركبات نتيجة غياب التركيز التام على الطريق، إلا ان الأكثر خطورة تلك التي تقع على طريق مسقط صلالة، ليس عيبا في الطريق بالدرجة الأولى وانما العيب في سوء استخدامنا له، وذلك نظرا لعدد من الاسباب ومن ابرزها القيادة ليلا لمسافة تصل إلى اكثر من 1500 كيلو إذا كان القادم من دولة مجاورة ، حيث ان الإصرار على المواصلة دون اخذ قسط من الراحة يؤدي إلى الإرهاق ومن ثم عدم التركيز، أضف الى ذلك السرعة الزائدة على طريق نصفه حارتين حتى الان من هيما إلى ثمريت، ومحاولة التجاوز دون تقدير لسرعة المركبة القادمة في اتجاه التجاوز، هذا بخلاف استخدام الهواتف او برامج الاتصال المرئي وغيرها من وسائل التقنية التي تندرج تحت تلك الأسباب، بالإضافة إلى حركة الرمال وتجمعها وسط الطريق وكذلك الحيوانات السائبة، إلا أن يبقى الأكثر أسبابا طوابير الشاحنات التي تمتد أحيانا إلى بعض مئات المترات، وبالتالي يدفع بالبعض الى تجاوزها على اعتبار ان القادم في الاتجاه المعاكس، سينتبه إلى تجاوزه.

نعم نحتاج الى الاسراع في انجاز ما تبقى من حزم الطريق، على الاقل للحد من الأخطاء البشرية، إلا اننا يجب ان نكون اكثر وعيا وقبل ذلك حرصا في استخدام هذا الطريق، الذي توجد فيه مسافات لعشرات الكيلو مترات قاحلة مملة وتكاد تخلو من منظر يشد مستخدميه، لذا فان السرعة ليس حلا لتجاوز تلك المسافات لان خطورتها احيانا تكمن في المركبة، حيث ان حرارة الأسفلت في كثير من الاحيان ينعكس سلبا على الإطارات فضلا عن بعض الأعطال الفنية الطارئة، كما ان التأكد من سلامة المركبة قبل التحرك إلى مسافات بعيدة، من الأمور الضرورية والهامة وان يكون ذلك قبل فترة من خلال اخضاع المركبة للفحص الشامل، فلربما هناك جسم فيها يحتاج إلى اصلاح او تغيير يجنب وقوع كارثة.

ان السلامة على الطريق يجب ان يضعها كل سائق نصب أعينه، فكلما كان السائق اكثر حرصا على تطبيق الاجراءات المتعلقة بهذه المفردة، بدءًا من حضوره الذهني الى الالتزام بالسرعة المحددة والابتعاد عن التجاوز الخطر والفحص التام لمركبته، واتباع الإرشادات التي تضعها شرطة عمان السلطانية لاستخدام الطريق، سيسهم في ضمان وقاية اسرته وأسر قائدي المركبات الآخرين من فواجع الحوادث والوصول بأمان إلى وجهته ووجهتهم، واخيرا ان اتأخر على الطريق ساعة او ساعتين افضل من ان اتسبب في فقد أرواح بأقل من دقيقة.

طالب بن سيف الضباري 

 [email protected]