فيما يرى مختصون ضرورة اغتنام الإجازة الصيفي في تعليم الطِّفل التَّخطيط لمصروفه وتحويل مفهوم المال والادخار إلى تجربة تربويَّة تفاعليَّة تكسب الطِّفل قِيَمًا مثل العطاء والمثابرة، فإنَّها أيضًا تعمل على غرس قِيَم المسؤوليَّة والصَّبر والتَّفكير الجيِّد بما يسهم في بناء شخصيَّته على مبدأ المسؤوليَّة والاعتماد على الذَّات.
فمع تنوع الأنشطة الصيفيَّة فإنَّ الجو الأُسري المحيط بالطِّفل يُعَدُّ البيئة الأولى الَّتي يكتسب مِنْها سلوكيَّاته الماليَّة وعِندَما ينشأ الطِّفل في بيئة تمارس التنظيم المالي بشكل عملي وواضح ويشاهد والديه يخططان لمصاريف الشهر لأهداف معيَّنة، فإنَّه يكتسب هذه المهارات بالملاحظة والتَّقليد.
ولا شك أنَّ لهذه الثَّقافة فوائد متعدِّدة مِنْها تعليم الطِّفل المسؤوليَّة الماليَّة ليبدأ بفهم أنَّ المال ليس شيئًا يُنفق فورًا، بل يَجِبُ التَّفكير فيه وإدارته بحكمة مع غرس قِيَم الصَّبر والتَّخطيط لتحقيقِ هدف مستقبلي، وأيضًا تنمية مهارات اتِّخاذ القرار من خلال تعلم التَّفكير النقدي والمفاضلة بَيْنَ البدائل، كما أنَّ تحقيق هدف ادخاري، حتَّى لو كان بسيطًا مثل شراء لعبة، يشعر الطِّفل بالفخر والثِّقة في قدرته على الإنجاز وبما يصبُّ في غرس عادات ماليَّة صحيَّة منذُ الصغر ما يقلِّل من احتماليَّة الوقوع في ديون أو أزمات ماليَّة في المستقبل، ويؤسِّس لفرد واعٍ ماليًّا.
المحرر
