مسقط ـ العُمانية : يعد مركز الحرف اليدوية إحدى المؤسسات العُمانية الرائدة في مجال الصناعات الحرفية، ويجسد عمله من الخبرة المتوارثة الممتدة لخمسة قرون في ولاية بهلاء
يأتي تأسيس مركز الحرف اليدوية بمحافظة مسقط بهدف نشر صناعة الفخار في مختلف مناطق سلطنة عُمان من خلال تقديم الدورات التدريبية وتوفير المواد والمعدات والأدوات والمعرفة للمهتمين في صناعة الفخار والخزف.
ويعمل المركز الواقع بمنطقة الرسيل على إيجاد بيئة مجهزة لاستضافة المتدربين من الذكور والإناث في مجال الفخار والخزف، ودعم الخزافين العُمانيين لتنفيذ أعمالهم وتبادل خبراتهم، واستقطاب المتخصصين المحليين والدوليين لنقل خبراتهم ومهاراتهم ومعارفهم إلى الملتحقين بالمركز.
ويحرص المركز على توفير جميع مستلزمات الصناعة، وتنمية مهارات العاملين فيه من خلال برامج متكاملة تغطي مختلف مراحل الإنتاج، بدءا من إعداد المواد الخام وصولاً إلى الحرق والتسويق المنتج.
كما يوفر بيئة عمل داعمة لتنفيذ الأعمال الفنية التي يصعب على بعض الفنانين تنفيذها في مقر عملهم، والعمل على التجريب والبحث للوصول إلى مصادر المكونات الطبيعية من الطينات المحلية وابتكار طينات وألوان خزفية جديدة مستلهمة من البيئة العُمانية بطريقة مبتكرة .
ويعد المركز منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين المهتمين في الصناعة الحرفية من داخل سلطنة عُمان وخارجها، بالإضافة إلى إنتاج وتطوير المنتج الفخاري والخزفي وتوفيره في الأسواق المحلية والدولية بما يتماشى مع الاستخدامات العصرية والحفاظ على أصالته وهويته إضافة إلى رفده السوق المحلية بجميع مستلزمات الصناعة الخزفية من طينات وألوان وأدوات وأجهزة وأفران، ويعمل على زيادة أعداد الموزعين لمنتج الفخار والخزف العُماني خارج سلطنة عُمان.
ويستفيد من برامج المركز التدريبية قرابة 200 متدرب سنويًّا، ويصل عدد المستفيدين من خدمات المركز حوالي 1200 شخص يعملون في إنتاج الفخار والخزف بسلطنة عُمان.
وقال الدكتور سعيد بن عبدالله العدوي مؤسس ومالك مركز الحرف اليدوية إن المركز يعد أكبر مؤسسة في سلطنة عُمان متخصصة في إنتاج الفخار والخزف، لأغراض مختلفة منها أواني طهي وتقديم الطعام، وحفظ التمور، وتبريد الماء، وأحواض الزراعة، ونوافير الماء، والتحف والهدايا، ومستلزمات المقاهي والفنادق والقصور من أواني تقديم الطعام والشاي والقهوة.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن المركز يملك خطوط إنتاج لتلبية منافذ السياحة، وخطوط إنتاج أخرى مخصصة لتلبية الطلبات الخارجية بتصاميم حصرية مشيرًا إلى أن عدد المسوقين لمنتجات المركز يصل إلى 25 موزعًا محليًّا و12 موزعًا دوليًّا.
وأوضح أن المركز يعتمد على توثيق المنتجات الفخارية العُمانية القديمة وتطويرها وإعادة إنتاجها بحلل جديدة تتناسب مع متطلبات السوق، لافتًا إلى أن عدد القطع الموثقة وإعادة تصنيعها بلغ حوالي 28 قطعة فخارية، فيما بلغ عدد القطع الفريدة التي تم تصميمها وإنتاجها حوالي 200 قطعة فخارية وخزفية يتميز بها المركز.
وذكر الدكتور سعيد بن عبدالله العدوي أنه قام بنشر كتاب بعنوان "فخار بُهلا" وثق فيه تطور صناعة الفخار في الولاية، مع توثيق أقدم القطع الفخارية الخزفية التي اشتهر بها أصحاب مصانع الفخار في ولاية بهلاء.
وقال العدوي إن المركز أصبح مقرًا للممارسين والمهتمين بصناعة الفخار من داخل سلطنة عُمان وخارجها، ويوفر أيضًا أكثر من 60 نوعًا من الطينات المدرية والحجرية المستوردة من أكثر من تسع دول حول العالم الذي يمهد للمحترفين التميز والإبداع في منتجاتهم الفخارية والخزفية، والمنافسة من حيث الجودة والسعر لتسويق منتجاتهم داخليًّا وخارجيًّا، مدعومًا بتوفر الملونات والأفران المتطورة التي تعتبر أساس تجويد المنتج.
الجدير بالذكر أن مركز الحرف اليدوية يسعى إلى توفير بيئة مناسبة لرواد الأعمال في مجال صناعة الفخار والخزف، بما يسهم في تطوير واقع قطاع الصناعات الصغيرة وتحقيق القيمة المضافة، التي تسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى جمع المهتمين بالقطاع الحرفي ومقتني المنتجات الحرفية تحت مظله موحدة لاستقطاب الحرفيين العُمانيين لإنشاء مشاريعهم الخاصة للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040" من خلال توفير فرص عمل وتطوير المنتج العُماني القادر على المنافسة المحلية والدولية.



