الثلاثاء 22 يوليو 2025 م - 26 محرم 1447 هـ
أخبار عاجلة

فـي غزة .. تتعدد المحاور لهدف «إسرائيلي» وحيد

فـي غزة .. تتعدد المحاور لهدف «إسرائيلي» وحيد
الأحد - 20 يوليو 2025 01:01 م

هيثم العايدي

10

لا يخرج المحور العسكري الجديد الَّذي تنشئه قوَّات الاحتلال «الإسرائيلي» في قِطاع غزَّة عن هدف «إسرائيلي» وحيد منذُ بداية حرب الإبادة الجماعيَّة في السَّابع من أكتوبر 2024، حيثُ يتمثل هذا الهدف في جعل الحياة في قِطاع غزَّة مستحيلة لتنفيذ المُخطَّط المعلَن صراحة من قبل وهو تهجير أهل غزَّة.

وعلى وقع الخلافات المصاحبة للمفاوضات الجارية بالدوحة بشأن وقف إطلاق النَّار وتبادل الأسرَى، برزتْ خرائط «إسرائيليَّة» لِتعرقلَ مسار هذه المفاوضات إن لم تكُنْ تُهدِّد بنسفِها تتعلق هذه الخرائط تحديدًا بإنشاء محور عسكري جديد داخل محافظة خان يونس، أطلق عَلَيْه اسم «ماجين عوز»، ويُعرف أيضًا بـ»درع الشجاعيَّة» لينضمَّ إلى المحاور السَّابقة ليعملَ على تقطيع أوصال غزَّة وحشر الفلسطينيِّين في مربَّع بَيْنَ محور موراج شمال مدينة رفح ومَعْبَر رفح تحت مُسمَّى مدينة الخيام بدعاوى إنسانيَّة وفْقَ ما زعم وزير جيش الاحتلال «الإسرائيلي» كاتس، فيما يبدو أنَّه محاولة لتجديد مُخطَّط التَّهجير الَّذي تصدَّتْ له مصر والدول العربيَّة.

ويُعَد محور «ماجين عوز» الَّذي يمتدُّ بطول (15) كيلومترًا انطلاقًا من محور «موراج» شمال مدينة رفح جنوبًا، وصولًا إلى بوَّابة «كيسوفيم» شمال شرق بلدة القرارة جنوب القِطاع، ويفصل شرق خان يونس عن غربها الخامس ضِمن سلسلة محاور عسكريَّة يُقيمها جيش الاحتلال في قِطاع غزَّة منذُ بدء الحرب لينضمَّ بذلك إلى محاور فيلادلفيا الفاصل بَيْنَ قِطاع غزَّة ومصر وموراج: الفاصل بَيْنَ رفح وخان يونس ونتساريم الَّذي يفصل وسط القِطاع عن مدينة غزَّة ومفلاسيم الَّذي يفصل غزَّة عن شمال القِطاع، إلَّا أنَّ ماجين عوز هو المحور الأوَّل الَّذي يُقام أُفقيًّا، ما يعني أنَّه يفصل بَيْنَ الشَّرق والغرب، خلافًا لبقيَّة المحاور الَّتي اتَّخذت طابعًا طوليًّا وهدفتْ إلى تقسيم القِطاع من الشَّمال إلى الجنوب.

ومع إنشائه على أنقاض أحياء سكنيَّة مدمَّرة وأراضٍ زراعيَّة جرى تجريفها خلال الاجتياحات المتكررة فإنَّ له تداعيات إنسانيَّة كبيرة، حيثُ إنَّه يعزل آلاف العائلات ويمنعها من التنقل بَيْنَ شرق المدينة وغربها، كما أنَّه سيعرقل بشكل خطير وصول المساعدات الإنسانيَّة والخدمات الأساسيَّة إلى المناطق المحاصرة ليكرسَ نهج الأرض المحروقة الَّذي تتبعه «إسرائيل»، ويجعل التَّهجير هو الخيار الوحيد أمام الفلسطيني.

 هيثم العايدي

كاتب صحفي مصري

[email protected]