القدس المحتلة ـ «الوطن» ـ وكالات:
استشهد وأصيب عشرات الفلسطنيين منذ فجر أمس بمجزرة لقوات الاحتلال بحق المجوّعين ومنتظري المساعدات شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزَّة.
وأفادت مصادر بأن قوات الاحتلال أطلقت وابلًا من الرصاص صوب المجوعين قرب مركز المساعدات التابع للشركة الأميركية «الإسرائيلية» شمال مدينة رفح.
وقال مدير مجمع ناصر الطبي عاطف الحوت، إنَّ 32 شهيدًا وأكثر من 70 جريحًا من طالبي المساعدات نقلوا إلى المستشفى، بعد إطلاق الاحتلال النَّار تجاههم خلال انتظار المُساعدات شمال رفح وجنوب خانيونس جنوب قطاع غزَّة.
وأشار الحوت في تصريحات صحفية إلى أنَّ الاحتلال «الإسرائيلي» يواصل محاولة اغتيال أكثر من مليونَي فلسطيني في غزَّة بالقصف والتجويع.
وأضاف «لا نستطيع تقديم الخدمات الطبية للمرضى جراء استنفاد كل الإمكانات».
وقالت وزارة الصحة بغزَّة، السبت، إن مجاعة كارثية ومجازر دامية قرب مراكز المساعدات الأميركية «مصائد الموت» تهدد حياة الآلاف في قطاع غزَّة.
وأكدت الوزارة في بيان لها، أن القطاع يمر بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة.
ورصدت الطواقم الطبية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية. كما جاء في بيانها.
من جانبهم وصف عاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة الأعمال العدائية اليومية، والوفيات التي يمكن الوقاية منها، وتفاقم نقص الوقود، والنزوح واليأس، على أنها بمثابة تطبيع للحرمان الجماعي لسكان غزَّة. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن «إسرائيل» أصدرت أمرًا آخر بالنزوح، هذه المرة لأجزاء من شمال غزَّة. وهناك أيضًا تقارير مقلقة للغاية عن أطفال وبالغين يعانون من سوء التغذية في المستشفيات مع قلة الموارد لعلاجهم.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن أزمة الطاقة مستمرة في التفاقم على الرغم من استئناف واردات الوقود المحدودة، وقد أجبر نفاده على توقف جمع النفايات الصلبة خلال اليومين الماضيين، كما تم إغلاق المزيد من آبار المياه، خاصة في دير البلح. وأضاف المكتب أن خدمات صحية محددة مثل غسيل الكلى قد تم تقليصها أو إغلاقها، وسيتعين إنهاء خدمات أخرى أيضًا بسبب نقص الوقود، بينما يجري تخصيص الوقود المتاح المحدود بشكل أساسي لخدمات الصحة والمياه والاتصالات، بالإضافة إلى تشغيل المركبات.