فيما تُعَدُّ سلطنة عُمان موطنًا لتنوُّع بيولوجي غني ومتفرِّد على مستوى العالَم مع امتلاكها سواحل ممتدَّة يبلغ طولها نَحْوَ (3165) كيلومترًا فإنَّ هذا التفرُّد أوجد أيضًا مسؤوليَّة على بلادنا للحفاظ على البيئة البحريَّة نَقُوم بها عَبْرَ جهد متكامل تشارك فيه جهات مُتعدِّدة.
فهذا التنوُّع البحري يشمل الشّعاب المرجانيَّة، والطيور البحريَّة، والأسماك، إضافة إلى أنواع نادرة مُهدَّدة بالانقراض مثل السَّلاحف البحريَّة وأنواع من الحيتان والدلافين ويتمُّ الحفاظ عَلَيْه من خلال حماية السَّواحل والبيئة البحريَّة، والقيام بإجراء دراسات وبحوث علميَّة تهدف إلى فَهْم التَّحدِّيات البيئيَّة الَّتي تواجه البيئة البحريَّة، مثل التلوُّث، والصَّيد الجائر وتغيُّر المناخ، بما يتوافق مع الأولويَّات والبرامج لاستراتيجيَّة عُمان للبيئة ورؤية «عُمان ٢٠٤٠».
كما أنَّ سلطنة عُمان أنشأت عددًا من المحميَّات البحريَّة الَّتي تُوفر بيئة آمنة للكائنات البحريَّة المُهدَّدة بالانقراض جنبًا إلى جنبٍ مع تطبيق القوانين والتَّشريعات البيئيَّة وتحديثها لِتواكبَ التَّحدِّيات، وأيضًا استخدام التقنيَّات الحديثة لرصد الكائنات البحريَّة، خصوصًا الحيتان والسَّلاحف البحريَّة، عَبْرَ تثبيت أجهزة التتبُّع على هذه الكائنات لدراسة سُلوكها ومناطق تغذيتها ومسارات هجرتها لِتأتيَ الفعاليَّات والمناشط التوعويَّة لِتضعَ الجميع أمام مسؤوليَّة حماية وصون الحياة البحريَّة.
المحرر