يَدُور حوار إعلامي حَوْلَ إمكانيَّة تقديم مشروع إقليمي نهضوي يرتكز على دوَل ثلاث (مصر ـ إيران ـ تركيا) ويستقطب دولًا عربيَّة وإسلاميَّة أُخرى. ولا شك أنَّ تلك الدول الثلاث لدَيْها إمكانات وازنة، وهي تُمثِّل مراكز رئيسة لحضارات قديمة ولدَيْها عدد من عناصر القوَّة الجغرافيَّة والديموغرافيَّة والتَّجارب التنمويَّة.. ورغم بروز سؤال جوهري حَوْلَ موقع كُلٍّ مِنْها في المعجم السِّياسي والتَّحالفات والعلاقات الدوليَّة؟! وهل الوضع الاقتصادي لهذه الدول يُمكِنه إنشاء لبنة مشروع نهضوي مؤهّل لاستقطاب الدول العربيَّة والإسلاميَّة؟ كُلُّها تساؤلات مهمَّة يُمكِن إسقاطها على أيِّ حوار من هذا النَّوْع.
أعتقد أنَّ ما يدفع إلى حوار كهذا هو استدراك المخاوف والتَّهديد المستقبلي لأيِّ مشاريع شرق أوسطيَّة معادية، وحالة الوَهَن الَّتي تكتنف المشهد الإقليمي والإسلامي عمومًا والَّتي يقابلها حالة من التنمُّر الصُّهيوني واستباحة لدول المنطقة، مع مُخطَّطات أخطر وموجة تطبيع محتملة إضافة إلى احتلال أراضٍ عربيَّة جديدة ومناطق نفوذ على قِطاعات أُخرى، وهنا من الضرورة الاتِّحاد والبناء لمواجهة المشروع الصُّهيوني المحتمل.
مصر وتركيا لدَيْهما علاقات رسميَّة مع الكيان العِبري ومع ذلك البلديْنِ ضِمن دائرة الاستهداف؛ لأنَّ الكيان الصُّهيوني لدَيْه توجُّس ومخاوف من أيِّ قوَّة إقليميَّة، وقد كشَف العدوان المستمر على قِطاع غزَّة منذُ السَّابع من أكتوبر 2023م أنَّ هذا الكيان لا يعترف بأيِّ علاقات، وأنَّ الجميع مستهدف، وعِندَما تحين اللَّحظة لن يترددَ في الإضرار بأيِّ بلد عربي أو إسلامي.
الحوار حَوْلَ المشروع النَّهضوي الإقليمي يُمكِن أن يشملَ أيضًا جمهوريَّة باكستان الإسلاميَّة في إطار شرق أوسط إسلامي مواجِه للمشروع الصُّهيوني مع إمكان ضمِّ الدول العربيَّة الرَّاغبة بالانضمام لمِثل هذا المشروع الإقليمي (الإسلامي) الَّذي يَقُوم على ركائز التَّبادل التِّجاري، والاستثمار مع تشكيل موقف سياسي دولي موَحَّد وتحالف دولي لمواجهةِ محاولات التوغُّل والتَّغوُّل الصُّهيوني في المنطقة، وبالتَّالي فإنَّ تأسيس مِثل هذا المشروع ـ رغم التَّسليم بشيء من التَّناقضات ـ يُمكِن من خلاله امتلاك عناصر القوَّة الإقليميَّة الَّتي تحتاج لها المنطقة في المستقبل القريب .
خميس بن عبيد القطيطي