الأربعاء 16 يوليو 2025 م - 20 محرم 1447 هـ
أخبار عاجلة

التاريخ المروي فـي سلطنة عمان.. استحضار لحياة الإنسان ومشاهداته عبر العصور

التاريخ المروي فـي سلطنة عمان.. استحضار لحياة الإنسان ومشاهداته عبر العصور
الاثنين - 14 يوليو 2025 02:05 م
10

مسقط ـ العُمانية : يعد التاريخ الثقافي غير المادي بما في ذلك الشفهي والمروي جزءا لا يتجزأ من التاريخ الإنساني والحضاري لسلطنة عُمان؛ إذ يمثل دورا محوريا في حفظ الذاكرة الجماعية للمجتمع بشتى أطيافه ومكوناته الجغرافية والثقافية والاجتماعية، ليشكل هوية وطنية استثنائية.

ويشير فهد بن محمود الرحبي رئيس قسم التاريخ المروي بالمنتدى الأدبي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى أن سلطنة عُمان تتميز بتراثها الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، وقد تم تسجيل العديد من هذا التراث الثقافي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). ويستعرض الرحبي تجربة وزارة الثقافة والرياضة والشباب في جمع وتوثيق ونشر التاريخ المروي في سلطنة عُمان إذ يشير إلى أنه جزء من التراث الثقافي غير المادي وجانب مهم في الثقافة العمانية ينبغي الالتفات إليه، وعنايته عناية خاصة، والعمل على صونه، وتشجيع البحث العلمي، كما يستحسن استثمار هذا الثراء الثقافي بتنوع أشكاله ومضامينه في التنمية المستدامة وفقا لرؤية عُمان 2040. وأشار إلى أن هذا التاريخ يتجسد محليا في التقاليد وأشكال التعبير الشفهي بما فيها اللغة كوسيط للتعبير إلى ذلك فنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية و الاهتمام الدولي بالتاريخ المروي حديثًا، وذلك يعود إلى أن الرواية الشفهية تسد ثغرات كبيرة في البحث التاريخي، لذلك اهتمت الكثير من دول العالم بتوثيق التاريخ المروي إدراكا منها بأهميته في حفظ تراثها. وقال الرحبي : هناك مشروعات لجمع وتوثيق ونشر التاريخ المروي العُماني، وقد تبنت مشروع حفظ التاريخ والتاريخ المروي في سلطنة عُمان منذ فترة ليست بالقصيرة تعود إلى عام 2006م، جاهدة على حفظ هذا التاريخ، إما عن طريق دراسته أكاديميا وبحثيا، أو عن طريق توثيقه بكل الوسائل المتاحة، وفقا للاستراتيجية الثقافية العُمانية (2021 – 2040) التي أعدتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب. حيث تعددت الجهود والبرامج في حفظ وتوثيق التاريخ المروي بسلطنة عُمان بهدف حفظ مختلف الموروثات الشعبية العُمانية كالفنون الشعبية والعادات والتقاليد والاحتفالات المختلفة للمناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية في المجتمع العُماني، بالإضافة إلى الحرف والصناعات التقليدية والعمارة العُمانية، وذلك من خلال مشاريع بحث ميدانية يقوم بها أساتذة مختصين يلتقون بالعديد من الرواة الذين شهدوا على تلك الحقب التاريخية. وعملت الوزارة منذ مدة على توثيق الفنون الشعبية العُمانية، وأصدرت مطبوعين: الآلات الموسيقية التقليدية العُمانية و الفنون الموسيقية التقليدية العُمانية كما أصدرت الوزارة كتابا بعنوان التاريخ المروي لفن النانا أعدّه الشاعر والباحث في الأدب الشعبي علي بن سهيل المعشني، حيث جمع ووثّق في هذا البحث تاريخ وأصول فن النانا في ظفار، ووثّق أسماء شعراء وشاعرات النانا قديمًا وحديثًا ومدى تأثرهم بالطبيعة ووضعت الوزارة لأول مرة ترميزا رقميا لأربعة من أغاني فن النانا بألحانها المختلفة، بجانب كتاب الميدان شعرٌ وفن، وكتاب المسبع وفن الرواح فن البرعة والرزفة الحماسية والعازي. ومن بين المشروعات التوثيقة الحديثة صدر كتاب بعنوان «حرفة الغوص في المأثورات الشعبية لمجتمع الباطنة الساحلي أعده الباحث سعيد عبدالله مبارك الفارسي بالإضافة إلى كتاب حرفة التبسيل في محافظة جنوب الباطنة للباحثة وضحة بنت محمد الشكيلية ومشروع يتعلق بتجارة اللبان وجذورها في الثقافة العُمانية بعنوان اللبان والتاريخ الثقافي لعدد من الباحثين. وقال الرحبي كما صدرت هذا العام مجموعة من الاصدارات البحثية الجديدة تنوعت بين الإعلام السمعي في التاريخ المروي، والعمارة الدفاعية، والحرف التقليدية، وذلك ضمن جهود وطنية رامية إلى حفظ الذاكرة العُمانية وصون الموروث الثقافي للأجيال القادمة حيث صدر لهذه المشروعات مجموعة من الكتب العلمية، الأول بعنوان الراديو في داخلية عُمان والثاني كتاب مفردة سور بهلا معصم الحضارة وكتاب مفردة الكارجة وحرفة النسيج العُماني وهناك كتاب رابع في مرحلة الطباعة عبارة عن قراءة في المتغيرات في اللهجات العُمانية ولاية السويق أنموذجا. وأشار إلى مشروعات توثيقية أخرى عملت الوزارة على تنفيذها سابقًا، منها: النخلة في الموروث الثقافي العُماني، والتعليم في نزوى، ونظام تقسيم مياه الأفلاج عند العُمانيين، ومشروع جمع التاريخ المروي في ولاية مسقط، ومفردات الحياة الاجتماعية في سمائل، وعصا الجرز، وعرضة الخيل، والخنجر، وحصاد ندوة الفنون الشعبية، ومن قصصنا الشعبية، والمناداة في الأسواق والهبطات، والتاريخ المروي لعادات الموت والميلاد في ولاية قريات، والتاريخ البحري لولاية صور، والتاريخ المروي المصان في جعلان بني بوحسن، والتاريخ المروي لمحافظة جنوب الباطنة وأوضح أن الوزارة تعمل على رصد وتوثيق المفردات الثقافية لعدد من محافظات سلطنة عُمان . وأفاد الرحبي أن هناك كتبا صدرت حديثا في التاريخ المروي تم ترجمتها إلى لغات عالمية بهدف المشاركات الخارجية منها:كتاب مجتمع اللبان وفلكلوره وهو عمل ثنائي اللغة (عربي وإنجليزي) وكتاب المفردات الثقافية العُمانية باللغات العربية والإنجليزية واليابانية .

التاريخ المروي فـي سلطنة عمان.. استحضار لحياة الإنسان ومشاهداته عبر العصور