الكامل والوافي ـ من عبدالله باعلوي:
عُقد بمكتب والي الكامل والوافي أمس اجتماع تنسيقي موسّع بهدف تقييم واقع محمية السليل الطبيعية وبحث آفاق إدراجها ضمن (القائمة الخضراء العالمية)، التي تُعَدُّ من أرفع الشهادات في مجال إدارة المحميات البيئية وذلك ضمن الخطوات الاستراتيجية التي تنتهجها سلطنة عُمان لتعزيز استدامة النظم البيئية الطبيعية. ترأَّس الاجتماع سعيد بن ناصر العبدلي مدير إدارة هيئة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية وبحضور المهندس حمد بن سعيد الساعدي رئيس قسم محمية السليل الطبيعية، وعدد من المسؤولين والمختصين. وناقش الاجتماع عددًا من المحاور المتعلقة بتطوير البنية الأساسية للمحمية، وتحسين الخدمات، وتوفير الاحتياجات التشغيلية، وتفعيل التنسيق بين الجهات الحكومية لضمان الإدارة الفاعلة للموارد الطبيعية داخل حدود المحمية، فضلًا عن إشراك المجتمع المحلي في جهود الحماية والتوعية البيئية، كما تم التركيز على أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في أنظمة الرصد البيئي، واستخدام طائرات الاستشعار والطائرات المسيَّرة لمراقبة الأنواع الحيوية ومنع التعديات، بما يضمن تحقيق أعلى درجات الكفاءة في إدارة المحمية. وعقب الاجتماع انتقل الوفد إلى موقع محمية السليل الطبيعية، حيث نفذ جولة ميدانية شاملة شملت المداخل، ومناطق المراقبة، والممرات البيئية، ومواقع تجمع الحيوانات والطيور، إضافة إلى مناطق الغطاء النباتي الكثيف الذي يميز المحمية، وتم خلال الزيارة الوقوف على عدد من التحديات الميدانية التي تتطلب دعمًا مباشرًا، سواء في البنية الأساسية أو في الجوانب الفنية والإدارية، وأكد المشاركون على ضرورة تسريع الإجراءات الداعمة للمحمية، وتوفير الموازنات اللازمة للارتقاء بها لتصبح نموذجًا وطنيًّا وعالميًّا في الإدارة البيئية المتكاملة. يذكر أن محمية السليل الطبيعية تُعَدُّ واحدة من الكنوز البيئية البارزة في سلطنة عُمان، وتقع في ولاية الكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية، وتمتد على مساحة شاسعة تغطي سهولًا وأودية وغطاءً نباتيًّا متنوعًا، وهي موطنٌ للعديد من الكائنات البرية النادرة مثل الغزال العربي، والقط البري، والذئب الرملي، والثعلب الأحمر، إضافة إلى عشرات الأنواع من الطيور والزواحف والنباتات، وتُصنف المحمية كإحدى البيئات الهشة التي تتطلب إدارة دقيقة للحفاظ على توازنها الحيوي، وتحقيق الاستفادة العلمية منها في مجالات البحث البيئي والتعليم والتوعية.