إن الزواج من نعم الله على الإنسان فمن المعلوم أن الفقه الإسلامي مخصوص بالعلم الحاصل بجملة من الأحكام الشرعية الفروعية بالنظر والاستدلال، فما زلنا نستقى العبر والعظات فيما رواه الإمام الترمذي بسنده عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ:(لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا).
وما زلنا نعيش فى رحاب هذا الحديث وما فيه من توجيهات للمرأة لأن صلاح البيوت واستقرار واستمرار الحياة الزوجية يعودان للرجل والمرأة ولو أدت الزوجة حق زوجها وتغلبت على هوى النفس ووساوس الشيطان فى إثارة ما يعكر صفو الحياة ولو أن المرأة تحلت بالقناعة والصبر على بعض ما تأخذه على زوجها لاستقر البيت وكم من أناس بعدما حدث الانفصال وخراب البيت وتشريد الأبناء قد راجعوا أنفسهم ولكن بعد فوات الأوان وأن أسباب الطلاق كانت واهية وكان يمكن أن تمر وسيجعل الله بعد عسر يسرًا، وقد أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه، والمرأة الساخط عليها زوجها، والسكران حتى يصحو) نعم هذا الحديث يبين لنا آثار سخط الزوج على زوجته وتأثير ذلك على عدم قبول الصلاة وعدم رفع الحسنات إلى السماء، وعن أبي هريرة قال:(قيل يا رسول الله أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره) (أخرجه النسائي ورواه البغوي بسند الثعلبي)، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها، ثم تلا:(الرجال قوامون على النساء) (النساء ـ 34) ومما جاء فى هذه الآية الكريمة:(فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله).. والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.
د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية