يُعُدُّ انتشار معدَّلات الائتمان في اقتصاد أيِّ بلد واحدًا من المؤشِّرات الإيجابيَّة القويَّة الَّتي تؤكد بصورة أو بأخرى رجاحة النُّمو المتوازن لهذا الاقتصاد وعلامةً واضحةً على توافر المزيد من مصادر الثِّقة به، وهكذا فحين يسجِّل الاقتصاد العُماني مؤشِّرًا من هذا النَّوع يكُونُ بذلك قد تواصل مع المزيد من الوعود التَّطبيقيَّة على الطَّريق الصَّحيح للتَّنمية المتوازنة القادرة أن تكُونَ غطاءً للحاضر والمستقبل إذا أخذنا بالتَّعريف الَّذي يرى في الائتمانات المصرفيَّة إحدى الضَّمانات المستقبليَّة على المدييْنِ، المنظور والبعيد.
•لقد سجَّل الائتمان المصرفي في سلطنة عُمان ارتفاعًا بنسبة (8) بالمئة بنهاية مايو من العام الماضي لِيصلَ إلى (33.6) مليار ريال عُماني.
•وردتْ هذه الأرقام ضمن بيانات صادرة عن البنك المركزي العُماني مشيرًا إلى (أنَّ الائتمان الممنوح للقِطاع الخاصِّ سجَّل نُموًّا بمقدار (6.8) بالمئة، لِيصلَ إلى (27.9) مليار ريال عُماني).
ونوَّهتِ البيانات باستحواذ (قِطاع الشَّركات غير الماليَّة على الحصَّة الأكبر من الائتمان، والَّتي بلغتْ (46.4) بالمئة، يليه قِطاع الأفراد بنسبة (44.2) بالمئة. أمَّا النِّسبة المتبقيَّة فتوزَّعتْ على قِطاع الشَّركات الماليَّة بنسبة (5.7) بالمئة والقِطاعات الأخرى بنسبة (3.7) بالمئة).
إنَّ التَّحليل المُنصف لتلك الأرقام يضعنا أمام جملة مؤشِّرات تستحق الإشادة، وقد بَيَّنَتِ التَّفصيلات الأخرى أنَّ حصَّة الشَّركات غير الماليَّة هي الحصَّة الأكبر من الزِّيادات المتحقِّقة، وتلك دالَّة على جانب مهمٍّ من القوَّة في تطوُّر شركات الإنتاج السِّلعي التَّنموي، وإذا أخذنا بالشُّروط الميسَّرة المتاحة تتبَيَّن قوَّة ركائز الدَّعم الَّتي يوفِّرها هذا التَّوَجُّه في إرساء المزيد من متطلبات الشَّراكة الوطنيَّة، أحَد أهمِّ مُكوِّنات العاطفة الإداريَّة النَّاجحة في التَّنمية.
•في السِّياق، لم يقتصرِ المؤشِّر على ذلك، بل تعدَّاها إلى إيجاد رصيد تنموي بنيوي يَقُوم على المراجعة والفحص الدَّوْري ومقاييس تغطي المنظومة العامَّة للاقتصاد وتلك ديناميكيَّة تشغيليَّة لا بُدَّ مِنْها في أيِّ اقتصاد واعد يراد به أن يكُونَ جزءًا حيويًّا من منظومة النُّمو المتوازن للدَّولة.
•إنَّ منهج الائتمانات المصرفيَّة في سلطنة عُمان يعكس نظرة تفاؤليَّة بعيدة المدى ذات ارتباطات قويَّة بالأهداف المرسومة لرؤية عام 2040، كما أنَّها من ذات الاتِّجاه رسالة اطمئنان عن انسيابيَّة تنمويَّة متعدِّدة الأطراف أشارتْ إِلَيْها بيانات البنك المركزي العُماني وكشَف عَنْها ارتفاع إقبال المواطنين على الإيداعات المصرفيَّة في البنوك العُمانيَّة عمومًا.
•لقد أفادتْ بيانات البنك أنَّ إجمالي الودائع المصرفيَّة سجَّل نُموًّا مقداره (7,3) بالمئة للفترة ذاتها، الوضع الَّذي يمثِّل دليلًا آخر على تجسير مبرمج للثِّقة المُجتمعيَّة العُمانيَّة بالسِّياقات التَّنمويَّة السَّائدة.
•إنَّ النَّتيجة الإيجابيَّة الحتميَّة الأخرى لتوسُّع معدَّلات الضَّمان الائتماني في السَّلطنة استحداث المزيد من فرص الوظائف والأعمال تبعًا لتوسُّع التَّعهُّدات الَّتي يكفلها الائتمان ممَّا يؤدِّي بِدَوْره إلى خفض نسبة البطالة ويحرِّر التَّنمية من مخاوف الانكماش، ويُعزِّز محرِّكات الدَّوْرة الاقتصاديَّة العامَّة في البلاد.
عادل سعد
كاتب عراقي