تتسارع الخطى نحو تنفيذ مشروع طريق إزكي - بركة الموز- فرق وهو مشروع نوعي ومهم تشرف عليه وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وقد قطعت الشركة المنفذة «جلفار» فيه مراحل متقدمة قد تفضي إلى إنجازه قبل الموعد المحدد. وتكمن أهمية هذا الطريق الحيوي في كونه من المشاريع الحيوية والاستراتيجية التي تنفذها حكومة سلطنة عُمان في هذه المرحلة، وذلك لعدَّة أسباب، من أبرزها، تخفيف الضغط المروري الكبير على الطريق القائم حاليًّا، والذي مضى عليه أكثر من خمسين عامًا وأصبح غير صالح للاستخدام، والحد من الارتفاع الملحوظ في نسبة الحوادث المميتة على الطريق، وما نتج عنها من تزايد في عدد الوفيات خلال السنوات الأخيرة، والحراك الاقتصادي والعمراني المتسارع الذي تشهده محافظة الداخلية، ولا سيما في ولايتي إزكي ونزوى، إضافة إلى النمو المستمر في بركة الموز، وتزايد عدد المشاريع التجارية، خصوصًا في منطقة فرق، إلى جانب وجود عدد من المؤسسات الحكومية، وانتشار الجامعات الحكومية والخاصة على مسار الطريق ونمو أعداد الطلبة المستخدمين للطريق. كل هذه العوامل تؤكد على أهمية الطريق المزدوج، والآمال الكبيرة المعقودة عليه في تسهيل الحركة المرورية وتنشيط القطاعات الاقتصادية والعمرانية في المحافظة. لكن، ورغم كل هذه الجهود، من المهم أيضًا النظر بتمعُّن إلى منطقة «فرق»، وتحديد نقطة التقاء مناسبة للقادمين من إزكي، أو من سوق نزوى، نظرًا لما تشهده المنطقة من ازدحام مروري كبير، قد يستغرق عبورها في أوقات الذروة أكثر من نصف ساعة. كما تشهد المنطقة اختناقًا مروريًّا متزايدًا، خصوصًا خلال فترات الإجازات، وهو ما يربك الحركة المرورية بالكامل. نعلم أن الوزارة تعمل حاليًّا على إنشاء محطة للنقل العام، إلى جانب وجود مشاريع تجارية وسياحية وصحية قيد التنفيذ في هذه المنطقة تحديدًا والمناطق المجاورة لها مما قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة الازدحام مستقبلًا، ولهذا، يرى كثير من المتابعين ضرورة التفكير في إنشاء جسر يواكب مشروع الطريق المزدوج القادم من إزكي إلى هذه المنطقة، بما يسهم في الحد من الازدحام. كما تبرز أهمية دراسة إنشاء مخارج ومداخل إضافية لهذه المنطقة الحيوية. إن محافظة الداخلية عمومًا، وولاية نزوى على وجه الخصوص، مقبلة على نهضة اقتصادية وعمرانية كبيرة، مع توجُّه الدولة نحو استثمار الفرص السياحية والاقتصادية والعقارية المتاحة، ضمن إطار مشروع «استراتيجية نزوى الكبرى». لذلك، فإن من الأهمية بمكان دراسة أبعاد هذا الحراك المتوقع، وتقدير احتياجات الولاية من مشروعات تنموية في قطاعات الطرق، والسياحة، والصناعة، بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية واستثمار حقيقي للفرص الكامنة في المحافظة. ومن هذا المنطلق، نؤكد على أهمية الإسراع في تنفيذ مشروع الجسر الحيوي في منطقة فرق، باعتباره ركيزة أساسية لمعالجة الازدحام المروري الحالي، والتقليل من الأعباء المتزايدة على شبكة الطرق المحيطة، بمنطقة «فرق» كونها من أكثر المناطق نموًّا في محافظة الداخلية، وتشهد توسعًا ملحوظًا في الأنشطة التجارية، والتعليمية، والخدمية، مما يتطلب رؤية شاملة لتطويرها بشكل يتماشى مع الواقع الجديد والتطلعات المستقبلية. إن تطوير هذه المنطقة لا يجب أن يقتصر على الحلول المرورية فحسب، بل يجب أن يكون ضمن منظومة متكاملة من البرامج والخطط التنموية، التي تدعم الحراك الاقتصادي والعمراني القائم، وتواكب استراتيجية «نزوى الكبرى». ويشمل ذلك تعزيز البنية الأساسية، وتوسيع نطاق الخدمات، ودعم الاستثمار في القطاعات الحيوية، بما يسهم في ايجاد بيئة متكاملة جاذبة للأعمال والسكن والسياحة. وعليه، فإن دراسة الاحتياجات المستقبلية لفرق والمنطقة المحيطة بها، وتطويرها بما يتناسب مع النمو المتوقع، لم يعد خيارًا، بل ضرورة تنموية تُسهم في تحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية الشاملة في ولاية نزوى ومحافظة الداخلية عمومًا.
مصطفى المعمري
كاتب عماني