الجمعة 06 يونيو 2025 م - 10 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

«انهيار الغرب وشيك» كتاب جديد يستقرئ حالة الغرب

«انهيار الغرب وشيك» كتاب جديد يستقرئ حالة الغرب
الأربعاء - 21 فبراير 2024 05:48 م

خميس بن عبيد القطيطي

230

صدر مؤخرًا كِتاب جديد يشخِّص بشكلٍ موضوعي حالة النِّظام السِّياسي والاجتماعي لدى الغرب عمومًا. فقَدْ نشَر موقع الجزيرة تغطية لكِتاب النَّاقد الفرنسي «إيمانول تود» الَّذي نشَر كتابه «انهيار الغرب وشيك وألمانيا إلى حاضنة روسيا». ومن خلال استطلاع ما ورَد بالكِتاب، نجد أنَّ الكاتب أسقط أسباب الانهيار بشكلٍ موضوعي سليم، حيث أعلن الكاتب هزيمة الغرب، ممَّا أثار جدلًا في الأوساط الغربيَّة، وباعتباره إنذارًا جديدًا للنِّظام السِّياسي والاجتماعي الَّذي يسير نَحْوَ الانحدار والسقوط والانهيار، كما أنَّ الكاتب الفرنسي سبق أن توقَّعَ انهيار الاتِّحاد السوفيتي وشخَّص الحالة السوفييتيَّة، كما هو يشخِّص اليوم الحالة الأوروبيَّة والأميركيَّة عمومًا.

ركَّز الكاتب على الحرب الروسيَّة في أوكرانيا كأحَد المرتكزات الَّتي قدَّم من خلال أحداثها تقدير موقف سياسي اقتصادي عسكري. فقَدْ أشار إلى استنزاف الأموال والأسلحة الغربيَّة جرَّاء الحرب الروسيَّة، وتأثير ذلك على الاقتصاد الأوروبي والأميركي منتقدًا الموقف الأميركي الَّذي قلَّل من قدرة روسيا على المقاومة، وبالغ في تقدير قدرات أميركا وقدرات القارَّة الأوروبيَّة فتمَّ توريط أوكرانيا في تلك الحرب، مؤكدًا أنَّ أوروبا وقَعَت في الفخِّ الَّذي نصبَتْه أميركا لروسيا منذ عام 2005 فتسبَّبت بما آلَتْ إِلَيْه الأوضاع عام 2022م. وذكر الكاتب أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لَمْ يُشعل الحرب دفاعًا عن النَّفْس بقدر ما هو تحدٍّ لحلف «النَّاتو» وتحدِّي الغرب عمومًا.

انتقد «تود» الموقف السِّياسي في ألمانيا بشكلٍ لافت، مشيرًا إلى أنَّ ألمانيا الَّتي شكَّلت ثنائيًّا في وقت سابق مع فرنسا كمحور لأوروبا، رأى أنَّها تُغرق نَفْسها وتُسهم في فرض عقوبات على روسيا، وهي بذلك تفرض عقوبات على نَفْسها، منتقدًا واشنطن في إبعاد أهمِّ قوَّتيْنِ في أوروبا روسيا وألمانيا باعتبار أنَّ وجودهما مكمِّل للآخر. ويرى أنَّ أهمَّ ما يُمكِن أن يحدُثَ هو اختفاء الولايات المُتَّحدة؛ لأنَّ أوروبا ستعيش بسلام بعد انهيار «الليبراليَّة الأوليجارشيَّة» حيث يصفُها بطبقة السِّياسيِّين عديمة الأخلاق الحاكمة في أميركا.

الأرقام الاقتصاديَّة والديمغرافيَّة ركيزتان في مسألة الانهيار من خلال قراءة المؤشِّرات الاجتماعيَّة الَّتي تميل إلى صفر زواج بعد تفشِّي الانحلال الأخلاقي بتبنِّي زواج المثليِّين في المُجتمع الأوروبي، ما يُمثِّل قطيعة مع ثقافة التديُّن، وهو ما سيؤدِّي مع الوقت إلى «مَحْق الدِّين» و»انهيار الغرب الوشيك».

العودة إلى كِتاب «انهيار الغرب وشيك» للكاتب «إيمانويل تود» لمعرفة التفاصيل الكاملة والأسباب الأخرى الَّتي ساقَها الكاتب بشكلٍ منهجي خالصًا إلى أنَّ ألمانيا قَدْ تعُودُ في النِّهاية إلى الحاضنة الروسيَّة، ويرى أنَّ العالَم بدَا محايدًا، بل كان أقرب إلى روسيا في الحرب، وذلك على عكس ما تشتهي الولايات المُتَّحدة، وبالتَّالي فإنَّ الغرب قَدْ عزَل نَفْسه عن الأغلبيَّة الديمغرافيَّة في العالَم، واختتم «تود» أنَّ نبوءة الانهيار على وشك أن تتحقَّقَ.

وختامًا فإنَّ الكثير من النقَّاد والمفكِّرين في الغرب لدَيْهم رؤية قاتمة حَوْلَ مستقبل الحضارة الغربيَّة بعد انتفاء أسباب القوَّة وانتفاء القِيَم في النِّظام السِّياسي والاجتماعي الغربي، بل إنَّ غرور القوَّة لدى الولايات المُتَّحدة وجرَّ أوروبا معها سيُطيح بالغرب عمومًا، وقَدْ بدَتْ دلالات المشهد بعد العدوان الأخير على قِطاع غزَّة ودعم قوى الظلم والعدوان، والانجرار بشكل جنوني في دعم العدوان الظالم على الأبرياء في العالَم، وبالتَّالي فإنَّ ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قَبله، وأنَّ عاقبة الظلم ستكُونُ وَخِيمة وسيعلَمُ الَّذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.

خميس بن عبيد القطيطي