مسقط ـ «الوطن»:
نظمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ممثلة بالمنتدى الأدبي يوم أمس جلسة حوارية حول الإعلام والهوية الوطنية، تناولت أهمية الهوية الوطنية كأحد أبرز مقومات وجود الأمم والشعوب، أدارت الجلسة بدرية العامرية مديرة دائرة التواصل والإعلام بالوزارة، وتحدث في الجلسة الدكتور محمد بن عوض المشيخي أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري. وخلال الجلسة أشار الدكتور المشيخي إلى أن فقدان الهوية الوطنية يمكن أن يؤدي إلى تفكك الأفراد والمجتمعات؛ مما يجعلها عرضة للتيارات الثقافية الدخيلة. وفي ظل العولمة والتكنولوجيا الحديثة، تواجه الهوية الوطنية تحديات جسيمة؛ حيث ساهمت وسائل الإعلام الرقمية في انتشار ثقافات غربية وأفكار قد تضعف من اعتزاز الأفراد بهويتهم وأظهرت الدراسات أن أكثر من 60% من الشباب في دول الجنوب يفضلون الثقافة الأميركية على ثقافاتهم المحلية؛ مما يثير القلق حول مستقبل الهوية الوطنية. و على المستوى المحلي تأثرت المجتمعات العمانية منذ التسعينيات بتدفق المعلومات والثقافات الأجنبية، مما أدى إلى تراجع الاعتزاز بالهوية العربية، وفي هذا السياق دعا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى أهمية دور الأسرة في توجيه الأجيال الصاعدة، محذرًا من ترك التربية لوسائل التواصل الاجتماعي، التي قد تؤثر سلبًا على القيم والمبادئ. اضافةً إلى تأكيده على ضرورة وضع استراتيجية إعلامية واضحة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية من خلال إنتاج محتوى مرئي يتماشى مع القيم الدينية والثقافية العمانية. وشدّد الدكتور المشيخي على أهمية دعم المؤسسات التعليمية والبحثية؛ لتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي في المجتمع. جدير بالذكر أن الهوية الوطنية تظل ركيزة أساسية للحفاظ على القيم والمبادئ في زمن العولمة؛ مما يتطلب جهدا جماعيا لحماية هذا الإرث الثقافي من التحديات المعاصرة.