القدس المحتلة ـ «الوطن» ـ وكالات:
واصلت طائرات الاحتلال «الإسرائيلي» قصفها لمختلف مناطق قطاع غزَّة مُخلِّفةً أعدادًا كبيرة من الشهداء والجرحى على وقع أحاديث وقف النار في غزَّة، فيما كشفت تقارير عن جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال في القطاع تتمثل في سرقة الركام الذي يخلفه العدوان. وحسب مصادر طبية فقد ارتقى أكثر من 79 شهيدًا ـ حتى إعداد الخبر ـ في مختلف مناطق القطاع. وقصف جيش الاحتلال منزلًا وخيمة يؤويان نازحين بحي الشيخ رضوان بمدينة غزَّة ما أسفر عن استشهاد أكثر من ١٢ وعشرات المصابين إضافة لوجود اعداد تحت الأنقاض. واصيب عدد آخر بقصف «إسرائيلي» استهدف منزلًا في محيط مسجد حمزة بحي الدرج وسط مدينة غزَّة. ومساء السبت استشهد ثلاثة بقصف شقة سكنية قرب مقر الإسعاف والطوارئ بحي الرمال بمدينة غزَّة. وظلت الانفجارات تهز غزَّة والشمال نتيجة تدمير منازل شرق غزَّة وشرق جباليا. وكان ٣٤ ارتقوا في جنوب القطاع بينهم تسعة قرب مركز المساعدات الأميركي شمال رفح وثمانية شهداء جرى انتشالهم من مناطق متفرقة وفي قصف الخيام. يأتي ذلك على وقع أحاديث وقف إطلاق النار حيث أعلنت رئاسة حكومة الاحتلال «الإسرائيلي» أن فريقًا تفاوضيًّا «إسرائيليًّا» توجه إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات. وقالت رئاسة الحكومة في بيان لها في وقت متأخر مساء السبت: «بعد تقييم الوضع، وجَّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستجابة للدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة، ومواصلة الاتصالات لاستعادة محتجزينا على أساس المقترح المقدم والذي وافقنا عليه». وأشارت إلى أن «التعديلات التي طلبت حماس إدخالها على مقترح وقف إطلاق النار غير مقبولة علينا». واجتمع المجلس الوزاري الأمني «الإسرائيلي» المصغر «الكابينت»، مساء السبت؛ لدراسة ملاحظات حركة حماس على المقترح، بعدما أعلنت الحركة مساء الجمعة أنها سلمت الوسطاء ردها وأنه «اتسم بالإيجابية». ومساء الجمعة، أعلنت حركة «حماس»، أنها سلمت ردها على المقترح الأخير لوقف العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزَّة. وقالت «حماس»، في بيان إنها أكملت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على الشَّعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وإنها قامت «بتسليم الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية». وأكدت الحركة أنها «جاهزة بكل جدية للدخول فورًا في جولة مفاوضات حول آليَّة تنفيذ هذا الإطار». في غضون ذلك وبعد أن لم يتبق في قطاع غزَّة أهداف أخرى لم يقصفها جيش الاحتلال، بدأ في الانتقال إلى مرحلة أخرى من الجرائم الوحشية ضد السكان الذين لاقوا كل أنواع التنكيل من قتل وتدمير واعتقال، وهي مرحلة التكسّب من بقايا ركام منازلهم المهدّمة، ومنعهم من استخدامه في إعادة بناء المنازل مرة أخرى، وتقوم قوت الاحتلال بكل ذلك تحت ذريعة «إزالة الأنقاض». وبحسب نشطاء فإن هذه العمليات تتم من خلال نقل كميات ضخمة من ركام المنازل من حديد وحجارة وإسمنت، إلى داخل «إسرائيل» عبر شاحنات وجرافات «إسرائيلية»؛ حيث يعاد تدويرها وبيعها لاحقًا لشركات المقاولات «الإسرائيلية»، لتتحول آثار بيوت الفلسطينيين إلى مصدر ربح اقتصادي، لجيش الاحتلال. وعدَّ النشطاء أن أهداف الاحتلال من وراء تلك العمليات يتمثل في تحقيق الربح من خلال بيع الركام من شركات المقاولات، وكذلك طمس أدلة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في حق سكان غزَّة على غرار ما حدث مع القرى الفلسطينية المدمرة بالأراضي المحتلة، ومنع سكان القطاع من إعادة بناء بيوتهم باستخدام هذا الركام، بالإضافة إلى منع المقاومين من الاختباء خلف الأبنية المهدمة لتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال المتمركزة في مناطق عدة بالقطاع.