استكمال التدريب الفني لكافة موظفي المختبرات العام القادم
تعزيز قدرات المتدربين على فهم العمليات المخبرية بمنهجية علمية دقيقة
التركيز على جودة النتائج لتقليل الأخطاء التشخيصية بما يخدم سلامة المرضى
كتب ـ سليمان بن سعيد الهنائي:
يُعَدُّ (الدليل الوطني للجودة في المختبرات) برنامجًا مرجعيًّا تقنيًّا شاملًا، تم إعداده من قبل وزارة الصحة بهدف توحيد الممارسات في جميع المختبرات الطبية بمؤسسات الرعاية الصحية، بما يواكب المعايير الدولية مثل:(ISO 15189)، ويغطي كافة الجوانب الإدارية والتقنية للمختبرات، فمن الناحية التقنية، يشمل الدليل الإجراءات المتعلقة بفحص العيِّنات، وضبط الجودة الداخلي والخارجي، والتحقق من طرق الفحص، وإدارة النتائج والتقارير، وتحسين الأداء المستمر. (الوطن) التقت بالقائمين على البرنامج للاطلاع على ما يقدمه البرنامج من إسهامات في جودة المختبرات.. حيث أوضحت الدكتورة حنان بنت سالم الكندية استشارية أولى ومديرة دائرة مختبرات الصحة العامة المركزية بمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأنَّ الدليل الوطني للجودة في المختبرات هو نظام يعزز من قدرات المتدربين على فهم العمليات المخبرية بمنهجية علمية دقيقة، ويؤهلهم لاكتساب المهارات المرتبطة بإدارة الجودة والفحص التشخيصي الدقيق، ومن خلال تطبيق نظام الجودة يصبح المتدرب أكثر وعيًا بأهمية سلامة العيِّنة، ودقة النتائج، والاستجابة للحالات الحرجة.
وأشارت الكندية إلى أن البرنامج يهدف إلى تحسين جودة الخدمة التشخيصية، وتمكين الكوادر الوطنية بمهارات الاعتماد الدولي وأيضًا رفع كفاءة الكوادر الفنية في كافة المختبرات.
برامج التقييم
وقالت الدكتورة حنان بأنَّ هناك خطة لتوسيع التطبيق التدريجي للدليل ليشمل جميع موظفي المختبرات في مختلف مستشفيات سلطنة عُمان، مع تقديم التدريب والدعم الفني اللازم لهم، أما فيما يتعلق بالخطط والبرامج الذي نسعى لتحقيقها فإنه توجد خطة مرحلية لتطبيق نظام الجودة تشمل استكمال التدريب الفني لكافة موظفي المختبرات بحلول 2026م، كما نسعى إلى التوسع في برامج التقييم الداخلي والخارجي لضبط الجودة، حيث نقوم بتعزيز الربط بين مختبرات الصحة العامة والمختبرات المركزية الأخرى مع المختبرات التي تتبع المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية والمؤسسات الأخرى ضمن إطار موحد.
مشيرة إلى أن من أبرز أولوياتنا تكمن في التركيز على جودة النتائج، تقليل الأخطاء التشخيصية، وتطبيق نظام تقارير النتائج الحرجة وتحليلها بما يخدم سلامة المرضى، كما يتم متابعة تطبيق النظام من خلال وحدة إدارة الجودة بالمختبرات التي تقوم بإجراء التدقيقات الداخلية، وقياس مؤشرات الأداء، وتحليل نتائج الجودة الخارجية، إضافة إلى عقد اجتماعات مراجعة الإدارة بشكل دوري، أما عن وعي الموظفين فأوضحت بأنه يشهد تحسّنًا ملحوظًا بفضل برامج التدريب والتقييم المستمر، حيث أصبح الموظف على دراية بدوره في دورة الجودة الكاملة، وانعكاس جودة عمله على سلامة المرضى.
وأفادت الدكتور حنان بأن أي عمل لا بد أن يواجه تحديات وخاصة للفريق القائم على النظام وأبرزها يتمثل في تفاوت مستوى البنية التحتية بين المختبرات والحاجة المستمرة لتحديث الكوادر وتدريبها على المتطلبات الفنية الحديثة ومقاومة التغيير لدى البعض في المراحل الأولى من التطبيق، وغياب مسؤول متفرغ لنظام الجودة يمثل تحديًّا في بعض المختبرات الكبرى، إضافة إلى الحاجة إلى تطبيق شهادة اعتماد المختبرات ليشمل كافة مؤسسات السلطنة، مبينةً آليَّة التعامل معها، حيث يتم من خلال التوعية المستمرة، وتوفير الدعم الفني، وتطبيق خطة تحسين مستمرة مبنية على تحليل الفجوات، إلى جانب دعم الإدارة العليا وتعاون الفرق الفنية.
إدارة الجودة
فيما أوضحت الدكتورة نورا بنت درويش البلوشية أخصائية أحياء دقيقة، رئيسة قسم إدارة الجودة والمخاطر في مختبرات الصحة العامة المركزية (مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها) بأنَّ هناك تمهيدًا لإصدار الدليل الوطني لإدارة الجودة الشاملة في المختبرات والتي قامت به وزارة الصحة ممثلةً في مختبرات الصحة العامة المركزية بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها، حيث احتوت على تنظيم حلقات تدريبية متخصصة عن طريق مدربين دوليين في مجال إدارة الجودة في المختبرات بالتعاون مع الرابطة الأميركية للمختبرات الصحية العامة ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وقد هدفت الحلقات إلى تعزيز كفاءة نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية من خلال بناء القدرات الوطنية، وتطبيق المعايير والممارسات الدولية المعتمدة، بما يضمن دقة وكفاءة نتائج الفحوصات المخبرية في مؤسسات الرعاية الصحية.
وبيَّنت الدكتورة نورا بأنَّ الحلقات تميزت باحتوائها على برنامج تدريب المدربين (TOT)، الذي ركّز على تطوير مهارات المشاركين في تصميم وتنفيذ برامج تدريبية فعالة في مجال الجودة، وقد جاء ذلك لضمان جاهزيتهم لتدريب كوادر أخرى عند عودتهم إلى مؤسساتهم في مختلف محافظات السلطنة، بما يسهم في ترسيخ ثقافة الجودة وتعزيز التحسين المستمر في منظومة المختبرات الطبية في السلطنة.
مشيرة إلى أن نظام الجودة يعزز قدرات الموظفين على فهم العمليات المخبرية بمنهجية علمية دقيقة، ويؤهلهم لاكتساب المهارات المرتبطة بإدارة الجودة والفحص التشخيصي الدقيق من خلال تطبيق نظام الجودة، يصبح الموظف أكثر وعيًا بأهمية سلامة العيِّنة، ودقة النتائج، والاستجابة للحالات الحرجة وشملت عددًا من الأهداف مثل: تحسين جودة الخدمة التشخيصية، وتمكين الكوادر الوطنية من مهارات الاعتماد الدولي، ورفع كفاءة الكوادر الفنية في كافة المختبرات. منوهة إلى أن هناك خطة لتوسيع التطبيق التدريجي للدليل ليشمل جميع موظفي المختبرات في مختلف مستشفيات السلطنة، مع تقديم التدريب والدعم الفني اللازم لهم.
نقاط ارتكاز
وقالت زينب بنت محمد الحضرمية أخصائية مختبرات، رئيسة وحدة الجودة في دائرة الخدمات التشخيصية بالمديرية المديرية العامة للخدمات الصحية والبرامج: إنه تم تدريب عشرين فني مختبر من مختبرات المستشفيات المرجعية وتهيئتهم كنقاط ارتكاز للجودة لتنمية مهارات وكفاءات الموظفين والمساهمة بالإشراف على كتابة الدليل المؤسسي للجودة، ثم متابعة نشر الوعي بتدريب باقي الموظفين ومتابعة تطبيق إدارة الجودة الشاملة للمختبرات التشخيصية للمستشفيات كخطوة استباقية للتأكد من جاهزية المختبرات لمنظومة الاعتماد الوطني، حيث قام المدربون العشرون من نقاط ارتكاز الجودة بتدريب الموظفين على برنامج الجودة وبكتابة الدليل مما سمح لتوسعة المشروع ليشمل مختبرات الرعاية الأوَّلية وإعداد دفعة جديدة انتهت من التدريب حديثًا وفي طور استكمال التدريب ليصل العدد الحالي إلى 529 متدربًا على نهاية 2025م، فهناك خطة مرحلية لتطبيق نظام الجودة تشمل استكمال التدريب الفني لكافة موظفي المختبرات بحلول 2026م والتوسع في برامج التقييم الداخلي والخارجي لضبط الجودة وتعزيز الربط بين مختبرات الصحة العامة والمختبرات المركزية الأخرى مع المختبرات التي تتبع المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية والمؤسسات الأخرى ضمن إطار موحد.
وقالت: إن من أبرز الأولويات التي نعمل عليها التركيز على جودة النتائج، وتقليل الأخطاء التشخيصية، وتطبيق نظام تقارير النتائج الحرجة وتحليلها بما يخدم سلامة المرضى.
