كتب ــ عبدالله الجرداني:
افتتح بجمعية الفنون التشكيلية بغلا معرض «مانجا هوكوساي القصص المصورة اليابانية الذي تنظمه السفارة اليابانية في سلطنة عمان بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب ويستمر حتى (22) من يوليو الجاري، رعى الافتتاح سعادة الشيخ خالد بن هاشل المصلحي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية والمالية. يستعرض المعرض إرث كاتسوشيكا هوكوساي أحد أشهر فناني اليابان الذي عاش قبل أكثر من 200 عام، ويحكي قصة تطوَر فن المانجا الياباني من جذوره التقليدية إلى أشكاله المعاصرة من خلال مجموعة من الأعمال الجديدة الآسرة، تحوي السرديات البصرية التي تربط الفن التاريخي الياباني بثقافة المانجا المحبوبة عالميًا. وعبر سعادة كيوشي سيريزاوا، سفير اليابان المعتمد لدى سلطنة عُمان عن اعتزازه بالعلاقة الثقافية المتنامية بين البلدين، مشيدًا بالإقبال الكبير الذي تحظى به المانجا اليابانية في الأوساط العُمانية وقال سعادته: المانجا ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي لغة ثقافية نابضة تنقل القيم والمشاعر وتشكل جسرا متيناً يربط بين الشعوب». وأشار سعادته إلى عمق هذا التبادل الثقافي، مستشهدا بجناح سلطنة عُمان في معرض إكسبو 2025 أوساكا كانساي، حيث تُعرض أعمال مانجا أبدعها فنانون عُمانيون شباب، معتبراً ذلك نموذجاً مميزاً للتلاقي الإبداعي بين الجانبين. وأضاف: لقد لمس صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، بنفسه هذه المبادرة خلال زيارته للجناح في أبريل، والتي شملت أيضاً لقاءً مع جلالة الإمبراطور ناروهيتو في القصر الإمبراطوري بطوكيو و نأمل أن يسهم هذا الحدث في توسيع آفاق الحوار الثقافي، وتعميق التفاهم المتبادل، وتعزيز الروابط بين الشعبين الياباني والعُماني . و يدعو المعرض الزائر إلى الغوص في الفروق الدقيقة والتقاطعات بين تقنيات السرد في المانجا الكلاسيكية والمعاصرة، فهو يقدم تجربة تفاعلية تتجاوز حدود العرض البصري التقليدي، ويستعرض تطور عناصر هذا الفن، من تصميم الشخصيات وتوزيع البالونات النصية، إلى أسلوب القراءة الياباني الذي ينطلق من اليمين إلى اليسار ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها، مما يعكس خصوصية الثقافة البصرية في اليابان. ويعد العمل المستوحى من الأسطورة الصينية القديمة حلم كانطان من أبرز الأعمال اللافتة في المعرض، حيث يعيد تقديم الحكاية الشهيرة التي تدور حول رجل يصحو من غفوة قصيرة ليكتشف أن خمسين عامًا من المجد والثراء لم تكن سوى حلم عابر على وسادة وقد عرضت القصة بأسلوب مانجا يجمع بين السرد البصري والتقنيات المعروفة في هذا الفن، من خلال توظيف الرسم والبالونات النصية في تشكيل تجربة تتأرجح بين الواقع والخيال، ويكشف هذا العمل عن الجانب التأملي والفلسفي العميق في المانجا، مسلطًا الضوء على قدرتها على محاكاة الأسئلة الوجودية والاشتباك مع الأدب التأملي بأسلوب بصري حديث يعزز من قوة المعنى وجاذبية السرد.
