يعمل مركز حداثة لصناعة الأمن السيبراني الَّذي دشَّنته وزارة النَّقل والاتِّصالات وتقنيَّة المعلومات ـ ممثَّلةً في المركز الوطني للسَّلامة المعلوماتيَّة بالتَّعاون مع جامعة السُّلطان قابوس ـ على توجيه الابتكار نَحْوَ تعزيز الأمن السيبراني في سلطنة عُمان؛ كون هذا المركز بمثابة مساحة فكريَّة وعلميَّة حاضنة للإبداع، ومسرّعة للأفكار الرياديَّة في مجال الأمن السيبراني، خصوصًا وأنَّ التَّقارير العالَميَّة تُشير إلى أنَّ الخسائر النَّاتجة عن الجرائم السيبرانيَّة قد تتجاوز (10) تريليونات دولار سنويًّا بحلول عام 2030، في حين يقدَّر متوسِّط تكلفة الاختراق الواحد في منطقة الشَّرق الأوسط بحوالي (6.2) مليون دولار. وتتعاظم أهميَّة وجود مثل هذا المركز مع تسارع التَّهديدات الرقميَّة وتطوُّر جرائمها، ما أوجَدَ تعاظمًا في التَّحدِّيات الَّتي تواجِه الفضاء السيبراني؛ لِتكُونَ الابتكارات المحليَّة ضرورة للتَّعامل المستمر مع هذه التَّهديدات. وفي هذا الصَّدد جاء مركز حداثة لِيكُونَ إحدى المبادرات الوطنيَّة الطَّموحة، حيثُ إنَّ وجود مثل هذا المركز يُحقِّق العديد من المزايا أولاها تعزيز الأمن الوطني والاقتصادي وحماية البنية الأساسيَّة الرَّقميَّة عَبْرَ الحدِّ من الهجمات السيبرانيَّة جنبًا إلى جنبٍ مع الحفاظ على سريَّة البيانات، بالإضافة إلى توطين صناعة الأمن السيبراني، وتأهيل الكفاءات الوطنيَّة، وتعزيز السِّيادة الرَّقميَّة والاستقلاليَّة التقنيَّة، وكذلك جذب الاستثمارات وتعزيز الاقتصاد الرَّقمي.
المحرر
