إن الزواج من نعم الله على الإنسان، فمن المعلوم أن الفقه الإسلامى مخصوص بالعلم الحاصل بجملة من الأحكام الشرعية الفروعية بالنظر والاستدلال، ونبدأ بالحديث الذى ختمنا به المقالة السابقة، فقد روى الإمام الترمذى بسنده عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: (لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا)، وأخرج الحاكم عن سعد: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:(ثلاث من السعادة: المرأة تراها فتعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، وثلاث من الشقاء: المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفًا، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق). نعم.. إن صلاح الزوجة من أعظم ما يسعد الرجل وصلاح الرجل من أعظم ما يسعد الزوجة، إن المرأة الصالحة تعين الرجل على مصاعب الحياة وتقويه، وخير مثال لذلك السيدة خديجة (رضي الله عنها) فقد كانت تعين الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل الرسالة وبعد الرسالة إلى أن توفيت، ولقد كانت الفترة التى بدأت من نزول الوحى حتى وفاتها من أصعب الفترات على الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعلى الأمة الإسلامية، حيث كانت هذه الفترة كلها فى العهد المكي، وأن كفار مكة هم المسيطرون على مقاليد الأمور، وكان المسلمون مستضعفين، فلولا زوجة مخلصة أعانت الرسول (صلى الله عليه وسلم) لازداد الهم والعنت، ولكن الله منَّ على رسوله (صلى الله عليه وسلم) فى هذه الفترة الصعبة بامرأة من خير من مشت على الأرض من النساء، وقد قال عنها الرسول (صلى الله عليه وسلم):(آمنت بي إذ كفر الناس وصدقت إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء).
د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية [email protected]