أعلنتْ محكمة القدس المركزيَّة عن إلغاء جلسات المحاكمة (30 يونيو و2 يوليو) بناءً على طلب رئيس وزراء الكيان المحتل الـ(نتنياهو) المتَّهم في قضايا (الرشوة، الاحتيال، وخيانة الأمانة)، الَّذي استند إلى مبررات أمنيَّة ودبلوماسيَّة حسَّاسة تتعلق بالعدوان الَّذي يقوده الكيان الدموي المحتل ضدَّ أهالي غزَّة، وإمكانات التَّوصُّل لوقف إطلاق نار وإطلاق سراح الأسرَى. وقد شارك في هذا الطَّلب مسؤولون كبار من الأجهزة الأمنيَّة مثل (أمان، الاستخبارات العسكريَّة، الموساد) والَّتي تحرَّكتْ بعد تهديدات الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب في حال إدانة أو محاكمة رئيس وزراء الكيان المحتل، الَّذي نشَر عدَّة منشورات عَبْرَ «تروث سوشيال» دعا من خلالها إلى إيقاف فوري لمحاكمة رئيس وزراء الكيان المحتل الـ(نتنياهو) أو منحه عفوًا رئاسيًّا، واصفًا تلك المحاكمة بأنَّها «صَيْد ساحرات سياسي»!! استهدف ـ على حدِّ قوله ـ «بطل حرب» مثل الـ(نتنياهو)!! مع تهديد ترامب بوقف أو تنزيل مستوى المساعدات الأمنيَّة الأميركيَّة عن الكيان المحتل، موضحًا أنَّ «الولايات المُتَّحدة تنفق المليارات لحماية الكيان ولن تتسامح مع هذا، قاصدًا الضَّغط على المسار القضائي معلِّلًا ذلك بأنَّ هناك أمورًا مُهِمَّة، مِنْها إبرام صفقة تبادل أسرَى مع المقاوَمة الفلسطينيَّة، ملمِّحًا إلى أنَّ استمرار المحاكمة قد يعطِّل ذلك، فيما عدَّ بعض المحلِّلين تدخُّل ترامب تدخُّلًا في سُلطة القضاء. عمليًّا لا يهمُّنا ردُّ المحكمة بقدر وصول العلاقة إلى حدِّ تهديد ترامب بقطع المساعدات أو تخفيضها بسبب رئيس وزراء الكيان، الَّذي يصفه كونه بطلًا فيما الحقيقة تقول إنَّ شعوب العالَم تعرف أنَّه مُجرِم حرب ومُدان بحُكم محكمة العدل الدوليَّة، وهو شيء غير مسبوق لرئيس أميركي مستخدمًا منصَّته وتهديدات بقطع المساعدات أو تخفيضها، مطالِبًا بإلغاء التَّحقيقات ضدَّ الـ(نتنياهو)، وهو يوضح مدى العلاقة بَيْنَهما وأنَّ ما يذاع بَيْنَ الحين والآخر عن الخلافات الَّتي بَيْنَهما فهي أخبار كاذبة وبعيدة عن الحقيقة تمامًا، وهذا يوضح أيضًا مدَى خطورة القضايا المتَّهم فيها رئيس وزراء الكيان المحتل، ممَّا جعل الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب يتدخل بشكلٍ غير مسبوق. من جانبه متحدِّيًا مطالب المعارضة، استجاب رئيس الكيان المحتل إسحاق هرتسوج لمطالِب ترامب فاستدعى كبار القضاة السَّابقين (أهرون باراك) لمناقشة سُبل إنهاء المحاكمة عَبْرَ صفقة اعتراف أو نظام عفو. إنَّ تعرية الكيان والظُّهور بالحقيقة الَّتي تقول إنَّه كيان عنصري ودموي تتلخَّص في رضوخ القضاء والمسؤولين لرغبات ترامب لإنقاذ صديقه على حساب العدالة؛ ممَّا يُعزِّز الحقيقة الدَّامغة بأنَّ هذا الكيان تحكمه المصالح والعنصريَّة ولا احترام للقضاء والعدالة، وهو ما يؤكِّد الاتهامات الَّتي يواجهها الـ(نتنياهو) باستغلال سُلطته ضدَّ القضاء، وهو ما يحدُث بالفعل في الاستجابة لطلبات الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب.
أهالي غزَّة يموتون جوعا
صمتٌ مُريب يسيطر على العالَم وهو يشاهد أهالي غزَّة يموتون جوعًا، ومُجرِم الحرب يهرب من المحاكمة بتُهم الرشوة والخيانة، فكيف له أن يكُونَ أمينًا على العُزَّل الَّذين يقوم بإبادتهم إبادةً جماعيَّة بتشجيع ومساندة من صديقه الَّذي يطالِب بالعفو عَنْه.
جودة مرسي
من أسرة تحرير «الوطن»