- نظمت الجلسة الثالثة لسلسلة «المقهى العلمي»
مسقط ـ «الوطن» :
دشَّنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مبادرة «ملهمون للتغيير» كمنصَّة مؤسسية تهدف إلى ترسيخ ثقافة التغيير الإيجابي والتحفيز داخل بيئة العمل، وتسليط الضوء على النماذج الملهمة من الموظفين الذين أحدثوا أثرًا ملموسًا في محيطهم الوظيفي من خلال ممارساتهم اليومية وتأثيرهم الإيجابي برعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور عدد من مسؤولي الوزارة. وأوضح الدكتور يعقوب بن جمعة الرئيسي المدير العام للتخطيط أن المبادرة تأتي ضمن مشاريع التحول الثقافي للوزارة، والتي تركز على تمكين العنصر البشري، وتعزيز قِيَم الإبداع والتفاعل والانتماء، بما يسهم في خلق بيئة عمل محفزة تقوم على التعاون والابتكار. وأضاف أن مبادرة ملهمون للتغيير ليست مجرد حملة مؤقتة، بل منصَّة مستدامة تجمع تحت مظلتها العديد من البرامج والمبادرات، مثل الحملات الثقافية الشهرية وجائزة الابتكار المؤسسي، بهدف جعل التغيير ممارسة يومية طبيعية تنعكس على أداء الموظفين والفرق داخل الوزارة. وأكد أن دعم معالي الوزيرة لهذه المبادرة يعكس التزام القيادة بدفع مسيرة التحول المؤسسي الإيجابي، وإشراك الموظفين في صياغة قصة التغيير بأنفسهم، مؤمنين بأن التغيير يبدأ من الداخل، وأن هذه المبادرة تمثل انطلاقة لنسج ثقافة مؤسسية جديدة تقود نحو مستقبل أكثر إشراقًا، انسجامًا مع مستهدفات رؤية عُمان 2040. وشهدت فعالية الإطلاق جلسات قصيرة شارك فيها عدد من الموظفين الملهمين، استعرضوا خلالها تجاربهم الشخصية والمؤسسية في مسارات التغيير، إلى جانب فقرات تفاعلية ركزت على العلاقة بين الإنسان والتغيير، كما تم تدشين الهُوِيَّة الرسمية لفريق إدارة التغيير بالوزارة. وتسعى المبادرة إلى تعزيز التواصل الداخلي من خلال نشر قصص ملهمة وتجارب حقيقية عبر قنوات متعددة، من بينها «الواتساب»، بهدف تعزيز الانتماء وبناء مجتمع مؤسسي أكثر تفاعلًا وانسجامًا. من جهة ثانية، نظّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ممثلةً في مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية «موارد»، الجلسة الثالثة من الموسم الثاني عشر لسلسلة «المقهى العلمي»، والتي جاءت بعنوان «الجمال اللامتناهي في الموارد الوراثية فضاء للإلهام والابتكار»، بحضور معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وسعادة الدكتور يحيى بن سعيد آل داود، الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية في سلطنة عُمان. هدفت الجلسة إلى ترسيخ الثقافة العلمية وتعزيز الحوار المعرفي في المجتمع، من خلال تسليط الضوء على أوجه الجمال الكامنة في الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية والبحرية والكائنات الحية الدقيقة، ودورها الملهم في مجالات الإبداع والابتكار. شارك في الجلسة كلٌّ من الدكتورة ابتسام بنت سالم الوهيبية أستاذ مساعد بجامعة السُّلطان قابوس ومؤلفة كتاب «عطايا الله الإنسان العُماني والبيئة والناقة»، والمصور وخبير الحياة البرية وحيد بن عبد الله الفزاري، والمصممة كلثم بنت عبد الله المزاحمية، صاحبة العلامة التجارية «جلثم»، وأدار الحوار الإعلامي خالد بن صالح الزدجالي. تناولت الدكتورة ابتسام الوهيبية في مداخلتها العلاقة العميقة بين الإنسان العُماني والإبل، معتبرة أن تربية الإبل ليست مجرد نشاط تقليدي، بل مدرسة تُغرس فيها القِيَم العُمانية الأصيلة كالكرم والشجاعة، مؤكدة أهمية دعم وتمكين مضمري الهجن العُمانية كإضافة نوعية للهُوِيَّة المحلية. أما المصور وحيد الفزاري، فتحدث عن أهمية الالتزام بأخلاقيات تصوير الكائنات الحية، مشيرًا إلى ما تتمتع به سلطنة عُمان من تنوع بيئي استثنائي، حيث تأوي أكثر من 545 نوعًا من الطيور، ما يشكِّل مصدر إلهام للمصورين والمهتمين بتوثيق الجمال الطبيعي والوراثي. من جانبها، استعرضت المصممة كلثم المزاحمية كيف تشكل الطبيعة العُمانية مصدرًا غنيًّا لإلهام تصاميمها، حيث تستوحي من مواسم مثل موسم قطف الزهور في الجبل الأخضر لابتكار تصاميم تعكس روح المكان والهُوِيَّة الثقافية للمرأة العُمانية. واختُتمت الجلسة بحوارات ونقاشات ثرية بين الحضور والمتحدثين، عكست تفاعل المجتمع مع موضوع الجلسة وأهمية الاستثمار في الجمال الكامن في مواردنا الوراثية.
