•مع انتظار انطلاق خطَّة مشروعات المواصفات القياسيَّة في سلطنة عُمان يوم الثَّامن من أغسطس المقبل الَّتي ستستمر حتَّى التَّاسع عشر من أكتوبر، تكُونُ هذه الخطَّة قد هيَّأت أساسًا تدريجيًّا متوازنًا يتعلق بالاستعراض الَّذي اعتمدته المديريَّة العامَّة للمواصفات والمقاييس خلال اجتماعها الأوَّل في الشَّهر مايو الماضي بهدف (تعزيز بيئة أعمال محفِّزة على التَّنافسيَّة والابتكار سعيًا مِنْها لتطوير كفاءة) هذه المنظومة حيثُ تمَّ مناقشة الخطَّة وفْقَ مداولات حظيَتْ بالمزيد من الاهتمام (لتعزيزِ جودة المنتَجات والخدمات المقدَّمة في السُّوق العُماني). •لا شكَّ أنَّ ذلك من صميم المنهج الَّذي تأخذ به الإدارة الحديثة من أجْلِ صياغة سياقات متابعة أكثر إيجابيَّة والإفادة من الاليَّات الأقوى والتَّأسيس للمزيد من التَّشغيل المُلبِّي، إذ يُعَدُّ التَّقييس والسَّيطرة النَّوْعيَّة واحدًا من أهمِّ متطلبات المتابعة في هذا الشَّأن للوقوف على عناصر الجودة المرسومة ضِمْن الأهداف، أو خلاف ذلك. •المقصود هنا أيُّ منتج بالنُّسخة الخدميَّة العامَّة، أو بحالة البضاعة المطروحة مع حقيقة أنَّ أيَّ عمل مهما كان نَوعه يظلُّ ضربًا من الإنتاج غير المضمون إذا لم يخضعْ للفحص الدَّوْري الَّذي تحتِّمه تطبيقات السَّيطرة والتَّقييس. •لقَدْ تعدَّدتْ وتنوَّعتِ المقاييس في هذا الشَّأن وباتتْ تشمل حتَّى الإرادة اليوميَّة الاعتياديَّة للإنسان من محتوى تقييم ما أنجزه من مهام، وإن اختلف القياس، وإذا كان المَثل الإنجليزي يُفيد (قس مرَّتَيْنِ لِتقطعَ مرَّة واحدة)، فإنَّ الالتزام بالجوهر في فحص الجودة لا بُدَّ أن يمتدَّ من عمليَّة الإدارة والتَّشغيل إلى المحصِّلة المستخرجة مرورًا بكُلِّ الحلقات الوسطيَّة. وأنسبُ لمتابعاتي الاقتصاديَّة يقيني أنَّ الضَّمانة الأُولى الأساسيَّة للمنافسة بنجاح تكمن بنَوعيَّة المنتَج من حيثُ مادَّته وقدرته على الصُّمود. •إنَّني لا أنفي هنا عوامل أخرى تتعلق بطُرق التَّسويق والعَرض والشَّكل الَّتي لا بُدَّ من اعتمادها، ولكن كُلّ تلك العوامل لن تتقدمَ الجودة الكامنة في المنتَج ذاته باعتبارها المحرِّك المركزي للقَبول به. •(إنَّ النُّحاس المصقول لن يستطيعَ الصُّمود أمام الذَّهب الغفل إلى فترة طويلة) فلا بُدَّ أن يصدأَ وينكشفَ، كذلك الحال أمام البضاعة الرَّديئة مهما كانتِ الأغلفة الَّتي تتزيَّن بها والإعلان الَّذي يُرافق التَّرويج لها، تظلُّ رهن الانكشاف المتوقَّع مهما بلغتِ القدرة على إخفاء عيوبها. •لقَدْ أُعطيتِ المزيد من الاهتمامات للتَّقييس والسَّيطرة النَّوعيَّة بوصفها المحرِّك المركزي لاستقطاب هذا المنتَج أو غيره، وإذا كان الانتظار هو المفتاح الَّذي يغطِّي عمليَّة الفحص، فإنَّ الثِّقة هي العامل الأساس في اجتياز الاختبار. •إنَّ الاهتمام الَّذي أُعطي لهذ الجزئيَّة من عمليَّات التَّنمية في سلطنة عُمان عاملٌ داعمٌ لها في كُلِّ المراحل الَّتي مرَّت بها أو الَّتي تمرُّ بها الآن، وإذا كان قد تمَّ تسجيل إخفاق ما في بعض المَرافق، فلأنَّها لم تخضعْ للفحص الدَّقيق الَّذي يُتيح تدارُك الحالة وإصلاحها. ولذلك ينبغي أن تكُونَ الاجتماعات القادمة وفْقَ التَّاريخ الَّذي أُعلن فرصةً للمواكبة والتَّوثيق والتَّأسيس للمزيد من المعايير الإنتاجيَّة الموَثَّقة بجودتها، بل وللتَّبليغ المعرفي العام وعِندَها يكُونُ الاجتماع الثَّاني المنتظر قد خلص إلى استراتيجيَّات على درجة من الإتقان.
عادل سعد
كاتب عراقي