كوفنتري تتسلم رئاسة الأولمبية الدولية من باخ لمدة 8 سنوات
عبدالله بامخالف : نبارك انتقال الرئاسة الى كريستي كوفنتري ونتطلع إلى دورها فـي تعزيز الشفافية والحوكمة وتمكين المرأة
باخ حصريا لـ «الوطن الرياضي» : « الأولمبية العمانية .. الأفضل خليجيا»
كتبت ـ زينب الزدجالية:
احتفالاً بالذكرى 132 عاماً على تأسيس اللجنة الاولمبية الدولية ( IOC) ، جدّدت اللجنة الأولمبية العُمانية تقديرها للجنة الاولمبية الدولية لما تمثله من مرجعية رياضية عالمية، ولإسهامها الملموس في تعزيز حضور سلطنة عُمان في المنظومة الأولمبية، ومنحها مساحة واسعة ضمن برامج ومبادرات اللجنة الدولية، خصوصًا في مجالات التنمية المستدامة والتعليم الأولمبي والرياضة من أجل الجميع وكل هذه البنود تتماشى مع الرؤية الوطنية عمان 2040 ، وبذات السياق وفي حدث تاريخي واستثنائي، سيشهد العالم اليوم انتقال رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية من الألماني توماس باخ إلى البطلة الأولمبية السابقة من زيمبابوي كريستي كوفنتري، لتصبح أول امرأة وأول شخصية من القارة الأفريقية تتولى هذا المنصب الرفيع للفترة الممتدة من 2025 حتى 2033، و ستقام مراسم هذا الحدث الكبير في البيت الأولمبي (Olympic House) بمدينة لوزان السويسرية، بحضور عدد من القيادات الأولمبية من مختلف دول العالم، في تزامن رمزي مع اليوم الأولمبي العالمي.
وعلى هذا النحو، فقد أشادت اللجنة الأولمبية العُمانية بالدور الكبير الذي اضطلع به توماس باخ خلال سنوات رئاسته، وما قدمه من رؤية استراتيجية وحوكمة رشيدة أسهمت في تطوير العمل الأولمبي على مستوى العالم. كما تبارك الأولمبية العمانية رؤية الرئيسة الجديدة كريستي كوفنتري، التي تنسجم مع الميثاق الأولمبي، مؤكدة دعمها المستمر لمسيرة التطوير التي تقودها اللجنة الدولية. وتُعرب الأولمبية العمانية عن التزامها بتعزيز هذه الرؤية من خلال برامجها الوطنية، الهادفة إلى غرس قيم التميز والاحترام والصداقة بين الشباب، عبر دعم الرياضة المدرسية، وتنفيذ برامج التعليم الأولمبي، وتوسيع الشراكات مع المؤسسات التعليمية والمجتمعية. ويأتي ذلك ضمن جهود مستمرة تنفذها اللجنة بالشراكة مع اللجنة الأولمبية الدولية، لتأكيد حضور سلطنة عُمان كعضو فاعل ومؤثر في الحركة الأولمبية العالمية، ولتعزيز دور الرياضة في التنمية الوطنية .
إيمان عميق
كما تُظهر الاولمبية العمانية منذ انضمامها عام 1984 لعضوية الاولمبية الدولية إيمانها العميق والمستمر بمبادئ الحركة الأولمبية، واحترامها لمواثيقها وقيمها السامية، معتبرة إياها مرتكزًا أساسيًا في التنمية والتطور الرياضي في سلطنة عُمان. مؤكدة حرصها على مواصلة العمل وفق هذه التوجهات المستقبلية للاولمبية الدولية ، وذلك من خلال تنفيذ برامج ومبادرات تهدف إلى غرس مفاهيم التميز والاحترام والصداقة بين فئة الشباب، وذلك عبر دعم الرياضة المدرسية، وتفعيل برامج التعليم الأولمبي، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات التعليمية والمجتمعية بالاضافة الى مواكبة التحديثات الجديدة والتي تتعلق بالالعاب الالكترونية « e-sport» وأيضا توظيف خصائص الذكاء الاصطناعي في الدورات الاولمبية ، ويأتي هذا التفاعل ضمن إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها اللجنة بالشراكة مع اللجنة الأولمبية الدولية، لتعزيز والارتقاء بمكانة الرياضة في حياة الإنسان العُماني.
شراكات فعالة
كما تسعى الأولمبية العُمانية إلى تعزيز حضورها التعليمي والتوعوي من خلال شراكات فعّالة مع اللجنة الأولمبية الدولية، حيث تعمل على تطبيق عدد من البرامج الدولية الرائدة محليًا، أبرزها برنامج «القيم الأولمبية للتعليم» (OVEP)، الذي يُنظم ضمن ورش عمل تستهدف المعلمين والطلاب لترسيخ مبادئ التميز والصداقة والاحترام، كما نفذت اللجنة دورات متقدمة في الإدارة الرياضية بالتعاون مع التضامن الأولمبي، حصل المشاركون فيها على شهادات معتمدة دوليًا. وفي خطوة لتعريب المعرفة الأولمبية، أصدرت اللجنة النسخة العربية من كتاب «إدارة المنظمات الرياضية الأولمبية»، مؤكدة بذلك التزامها بنشر الثقافة الأولمبية وتطوير الكوادر الرياضية في السلطنة وفق أعلى المعايير العالمية وذلك عبر انشائها للاكاديمية الاولمبية العمانية في عام 2018 تحت شعار «الرياضة من أجل التنمية»، وقامت مؤخراً بانشاء المتحف الأولمبي العماني، والذي يعد إرث الرياضة المستدام ويحاكي تاريخ الاولمبية العمانية منذ انضمامها وزيارة خوان انطونيو سمارانس للسلطنة لدعوتها للانضمام إلى الأولمبية الدولية في العام 1982.
عبدالله بامخالف : نجدد معاني الانتماء
وعلى سياق متصل ، وبمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس اللجنة الأولمبية الدولية، أكّد عبدالله بن محمد بامخالف أمين عام اللجنة الاولمبية العمانية أن هذه المناسبة تجدد معاني الانتماء للحركة الأولمبية، ودورها في ترسيخ السلام والتفاهم بين الشعوب. وأشار إلى أن سلطنة عُمان تؤمن بالرياضة كمسار حضاري ومكوّن استراتيجي للتنمية، وليس مجرد ترف، كما نوّه إلى التزام سلطنة عمان بالمبادئ الأولمبية، واستثمارها في الإنسان والمؤسسات الرياضية، وترسيخ القيم الأولمبية لدى النشء والشباب، وعبّر عن دعم اللجنة الأولمبية العُمانية للقيادة الجديدة للجنة الأولمبية الدولية برئاسة كريستي كوفنتري، معتبرًا أنها تمثل نقلة نوعية في تعزيز الشفافية والتمثيل العادل وتمكين المرأة.
محليًا، أشار إلى مرحلة جديدة بعد انتخاب صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد رئيسًا للجنة الاولمبية العمانية مع التركيز على تفعيل الأداء العالي، وتأهيل الرياضيين للوصول إلى العالمية، من خلال التخطيط، وتطوير البيئة المؤسسية، وتعزيز الشراكات، وفق رؤية عُمان 2040، وأكد بامخالف على أهمية تنوع الرياضات ودخول الرياضات الإلكترونية في المسابقات الدولية كونها قطاعًا واعدًا يستقطب الشباب، ويوجد فرصًا استثمارية ووظيفية، ويسهم في بناء أبطال يمثلون السلطنة عالميًا ، موضحا بأن الاهتمام بالرياضات الإلكترونية (eSports) أصبح ضرورة في العصر الرقمي الحديث، نظرًا للنمو السريع لهذا القطاع وتأثيره المتزايد في مختلف المجالات حيث تشهد صناعة الرياضات الإلكترونية نموًا سنويًا بمليارات الدولارات وتوفر فرصًا استثمارية واسعة في مجالات متعددة مثل البث، الإعلانات، الرعاية، وتنظيم البطولات وتساهم في ايجاد وظائف جديدة في مجالات التقنية، الإعلام ، والتسويق . وأوضح بامخالف بأن الألعاب الإلكترونية تساهم في تحفيز الابتكار والتعليم حيث تعتمد على مهارات التفكير النقدي والتخطيط، والذكاء الاصطناعي وأصبحت لها جاذبية عالية لدى شريحة واسعة من الشباب وتمنحهم منصة للتفاعل والمنافسة في بطولات عالمية وتسهم في بناء أبطال وطنيين وتشكيل فرق محترفة تُمثل سلطنة عمان في المسابقات الدولية ، وفي ختام تصريحه، شدّد على أن الرياضة وسيلة لبناء الإنسان والمجتمع، وأن اللجنة الاولمبية العمانية عازمة على تعزيز حضور سلطنة عُمان في المحافل الرياضية والأولمبية بقوة وقيم راسخة.
توماس باخ : عمان الأفضل خليجياً
أشاد الألماني توماس باخ بالاولمبية العمانية في حديث خاص مع الوطن « الرياضي « قائلاً: خلال سنوات عملي في الاولمبية الدولية، فأنا أرى بان اللجنة الاولمبية العمانية هي من أفضل اللجان الاولمبية الخليجية من ناحية العمل ومواكبة الحركة الاولمبية، وهذا ما جعلها بالفعل تتميز عن الدول الخليجية الاخرى ، وأضاف : كما قامت الرياضة في سلطنة عمان بتفعيل عدد من القطاعات المتكاملة معها مثل السياحة الرياضية، حيث عملت الاولمبية العمانية على هذا الجانب خلال السنوات الماضية مما جعلها محط انظار العالم، وأنا شخصياً، حيث انني من محبي زيارة عمان لما تتمتع به من مقومات سياحية ضخمة.
تغييرات جوهرية
قاد توماس باخ اللجنة الأولمبية الدولية خلال فترة حافلة بالتغييرات الجوهرية، تمثلت في إطلاق أجندتي «أولمبيك 2020» و»أولمبيك 2020+5»، واللتين شكّلتا خارطة طريق استراتيجية لإعادة تشكيل الحركة الأولمبية بما يتماشى مع المتغيرات العالمية. وقد ركزت الأجندتان على تعزيز الحوكمة والشفافية، ودعم استدامة الألعاب الأولمبية، وتوسيع التمثيل والمساواة، إضافة إلى تسخير التكنولوجيا والابتكار لتعزيز التفاعل مع الجماهير. كما دعمت الأجندة تطوير الرياضة على المستويين المحلي والعالمي من خلال برامج التضامن الأولمبي، وفتحت المجال أمام مدن جديدة لاستضافة الألعاب بمرونة مالية أكبر. وقد رسّخ باخ خلال رئاسته دور اللجنة الأولمبية كفاعل دولي مؤثر في مجالات التنمية، والتعليم، والسلام، لتصبح الرياضة أداة شاملة للتغيير المجتمعي.
مراسم انتقال الرئاسة
ستغيب اللجنة الاولمبية العمانية عن حضور مراسم التسليم، والتي ستشهد الانتقال الرسمي وسط حضور عدد من الشخصيات الرياضية الدولية، حيث سيتخلل الحفل الرمزي والمبسط برنامج سلس يتمثل بكلمة يلقيها الرئيس السابق توماس باخ يعبر فيها عن امتنانه لفترة خدمته التي امتدت 12 عامًا، التي بدأت منذ العام 2013 ولغاية 2025 ، فيما ستلقي الرئيسة الحالية كلمة تعلن فيها بداية فصل جديد في الحركة الاولمبية العالمية، التي تعكس توجهاتها القادمة ورؤيتها التطويرية مركزة فيها على الشمول والشفافية، بالاضافة الى تمكين المرأة الرياضية وتوسيع تمثيلها عالمياً، والمساواة بين الجنسين ونشر ثقافة الممارسة الرياضية العادلة والرشيدة.
رؤساء اللجنة الأولمبية الدولية
توالى على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية عدد من الشخصيات البارزة منذ تأسيسها عام 1894، حيث كان الفرنسي بيير دي كوبرتان أول رئيس ومؤسس الحركة الأولمبية الحديثة، تلاه البلجيكي هنري دي بايلت لاتور، ثم الأميركي أفري براندج الذي قاد اللجنة لسنوات طويلة خلال القرن العشرين. تبعه الإيرلندي لورد كيلانين، ثم الإسباني خوان أنطونيو سامارانش الذي لعب دورًا محوريًا في تحديث اللجنة وتوسيع انتشار الألعاب الأولمبية عالميًا. وفي عام 2001 تولّى السنغالي جاك روغ المنصب، ليخلفه في 2013 الألماني توماس باخ، الذي يُعد أول رئيس أولمبي قادم من خلفية رياضية أولمبية حقيقية، واخيرا الزيمبابوية كريستي كوفنتري 2025 .



