السبت 13 ديسمبر 2025 م - 22 جمادى الآخرة 1447 هـ

ولنا كلمة: منظومة الدبلوم المهني وسوق العمل

ولنا كلمة: منظومة الدبلوم  المهني وسوق العمل
الأربعاء - 18 يونيو 2025 06:55 م

طالب بن سيف الضباري

40

من خلال ما اطلعت عليه من معلومات وما كان يشار اليه مع بداية النهضة المباركة وقبلها بقليل، عن قوة التعليم المهني وقدرته على تخريج كفاءات ذات جودة عالية من المهارة، بدءًا من مركز التدريب المهني بدار سيت كأول مركز تتبناه شركة تنمية نفط عُمان، ثم تلا ذلك في العقد الأول من النهضة المباركة التوسع في نشر التعليم في عدد من المحافظات، وتخريج كفاءات مهنية وإدارية هي من قدر لغالبيتها أن تقود مسارات النهضة المباركة مع بداية انطلاقتها في 1970، فضلًا عما تلا ذلك من مدارس تجارية وغيرها من المؤسسات التعليمية المهنية المتخصصة، كل ذلك مثل أرضية من البداية لتعليم مهني قادر على تأمين احتياجات ومتطلبات سوق العمل، هذا فضلًا عما أعقب ذلك من ارتقاء بهذا النوع من التعليم؛ من خلال إنشاء كليَّات حكومية وخاصة تقنية ومهنية تقدم درجات علمية تصل إلى درجة البكالوريوس. وبالتالي إذا كان التعليم المهني حرصت من خلاله الحكومة على إنشاء كليَّات مهنية متخصصة بدلًا من المعاهد ودعم وتشجيع القطاع الخاص لإنشاء معاهد خاصة وتغطية كافة جغرافية سلطنة عُمان بهذه المؤسسات، فإنها في المقابل لم تغفل عن مواكبة التقدم التقني من حيث الميكنة والبرامج المستخدمة عبر عمليات التعليم، وذلك من أجل توفير مخرجات لسوق العمل بمستوى مهاري لديه القدرة على الإحلال والتفاعل الإيجابي السريع مع تقنية السوق في وقتنا الحالي، حيث إن هذه المنظومة استطاعت خلال الفترة الماضية من بناء شراكات حقيقية مع مختلف قطاعات سوق العمل، بهدف ربط طلابها وهم على مقاعد الدراسة بتلك القطاعات والعمل على إيجاد برامج مشتركة يتعرف كل طرف على ما لدى الآخر من إمكانيات متعددة، تخدم التوجه العام لمسارات التعليم المهني من ناحية وتؤمن المزيد من الطمأنينة للقطاع الخاص حول جودة المخرجات. لذا وضمن إطار هذه المنظومة متعددة المراحل يمثل برنامج الدبلوم المهني الذي تدعمه الحكومة ممثلة في وزارة العمل أحد أهم مسارات التعليم، من بين أهم الخطط والبرامج الرئيسة؛ لتأهيل قوى عاملة وطنية ذات قدرة عالية على التفاعل مع مجالات العمل بالقطاعين العام والخاص، خصوصًا إذا علمنا أن هذه المخرجات هي الأقرب إلى الاحتياج الذي تحتاج إليه معظم المؤسسات والمنشآت، لسببين رئيسين أولهما ارتفاع المؤشر العملي في التعليم عن النظري وثانيهما مستوى الأجور المقدم أثناء التعيين، لذا فإن هذه المخرجات فرصة سانحة يجب أن يحرص سوق العمل على الاستفادة منها وإمكاناتها العالية.

طالب بن سيف الضباري

[email protected]