الجمعة 20 يونيو 2025 م - 24 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

صلاة الفجر تشتكي (2)

الأربعاء - 18 يونيو 2025 05:34 م

هنيئًا لمن قضى ليله مستغفرًا بالأسحار وبقيام ليل بصلاة وأذكار وبصلاة مع الجماعة الأخيار في صباح الأنوار وأضاء وجه مشرقًا بالنهار، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم:(يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسالهم الله وهو أعلم: كيف وجدتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون). ما أعظمك يأيها المسلم وأنت يُرفع اسمك لا من أجل أموال الدنيا وزخارفها وأحوالها إنما ترفعها الملائكة الكرام لرب الأرض والسماوات من أجل حضورك صلاة الفجر في جماعة لأنك لبيت نداء الله لتفوز برحمة الله بجنة عرضها السماوات والأرض.. رفع اسمك في سجل الفائزين ومجاهدين النفس وحضور صلاة الفجر في جماعة.. وسوف يتذاكر اسمك مع الملائكة المقربين إلا يكفيك عزًّا وتعظيمًا وشرفًا وفخرًا.. إنه في وقت من أعظم وأفضل الأوقات.. وقت مبارك.. وقت تزداد فيه الخيرات والبركات ويعم الرزق والتوفيق في هذا اليوم السعيد وقد بارك لنا سيدنا وحبيبنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم وقال:(اللهم بارك لأمتي في بكورها)، الدنيا وما عليها وما فيها من قصور وعمران شامخ يتطاول كل يوم وأموال عديدة وزخارف متعددة وحياة بمختلف الأحوال جعل الله لمسلم أعظم وأفضل ما عليها سنة الفجر التي خير من الدنيا وما بها ما أعظم الفوز بما حافظ عليها حمدا لله في اختبار يباعدك سعادة وراحتك من النوم عندما تنطلق من نومك من أجل ركعتين فريضة الفجر تسبقهما ركعتان السنة تدبر وتفكر وتأمل في رحمة الله بعبده الذي يبين النفحات الربانية والعطايا الرحمانية يقول النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم:(ركعتا الفجْر خيرٌ منَ الدُّنيا وما فيها) (رواه مسلم) عن عائشة ـ رضي الله عنها:(سنة وفريضة وقتها قصير يبارك الله فيه من الخيرات والبركات وما يخيل المرء إدراكه من هذه الفضائل فالشكر لله على مزيد الحسنات والأجور والثواب). أيها المسلم.. يا من حافظت على صلاة الفجر في جماعة وحضورك مع ملائكة الرحمن في صلاة الفجر فأنته في عناية الله وحفظه، ويقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:(من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله)، وبين الله عزوجل الفضائل العظيمة لصلاة الفجر قال سبحانه وتعالى:(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الاسراء ـ 78). أعد الله من الأجور والثواب والحسنات لمن كان من المحافظين على صلاة الفجر وأحذر أيها المسلم التقصير والتأخير والنوم عن هذه الصلاة فسوف تفقد وتضيع من الكنوز والأجور يوم ضيعت هذه الصلاة وسوف تضيع تجارة غالية ومباركة ورابحة عندما تكاسلت ولن تنال الرحمة العظيمة والنور التام يوم القيامة جوائز وهدايا ومنح ربانية سوف تضيعها ولن تحالف الفوز بها، وقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:(مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصفَ اللَّيلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبحَ في جَمَاعَةِ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيلَ كُلَّهُ) (رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ)، وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَثقَلَ صَلاةٍ عَلَى المُنَافِقِينَ صَلاةُ العِشَاءِ وَصَلاةُ الفَجرِ، وَلَو يَعلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوهُمَا وَلَو حَبوًا، وَلَقَد هَمَمتُ أَن آمُرَ بِالصَّلاةِ فَتُقَامَ، ثم آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثم أَنطَلِقَ مَعِيَ بِرِجَالٍ مَعَهُم حِزَمٌ مِن حَطَبٍ إِلى قَومٍ لا يَشهَدُونَ الصَّلاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيهِم بُيُوتَهُم بِالنَّارِ) (رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِم)، قال عزوجل:(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) (مريم ـ 59)، وذكر الله عنِ المنافقينَ:(وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء ـ 142).

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

كاتب عماني