الخميس 19 يونيو 2025 م - 23 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

قراءة فـي أوراق رحلة منتخبنا بتصفيات المونديال «2»

قراءة فـي أوراق رحلة منتخبنا بتصفيات المونديال «2»
الثلاثاء - 17 يونيو 2025 06:35 م
40

 الإسراع فـي تقييم المرحلة السابقة .. والإعداد لمرحلة الحسم أبرز ملفات الاتحاد القادم

 كلمة حق لحملة «كلنا معك» ودورها الكبير .. ومطالب بزيادة أعداد الجماهير بمباريات الملحق

قراءة ـ صالح البارحي :

 بالأمس تحدثنا عن رحلة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بالمرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وما آلت إليه الأمور في نهاية المطاف بتواجد الأحمر في الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال رفقة منتخبات قطر والسعودية والامارات والعراق وإندونيسيا، وسردنا الاسباب التي أدت إلى ضياع فرصة التأهل المباشر بعد عدد من الاخفاقات التي لم تكن بذات الايجابية التي كنا نتمناها في رحلة البحث عن المجد العالمي، وها نحن نستكمل اليوم الجوانب الهامة التي يجب أن تكون حاضرة في رحلة الاستعداد للملحق، وتقييم المرحلة الماضية وما يجب أن يتوافر للأحمر لتحقيق هدفه بإذن الله تعالى، فالوقت يقترب والرؤى والخطط يجب أن تحسم سريعا فليس هناك وقت للانتظار بطبيعة الحال. 

تقييم المرحلة

ندرك تماما بأننا لم نحقق الهدف الأول من هذه التصفيات وهو التأهل المباشر للمونديال، إلا أننا تمسكنا بتحقيق الهدف الثاني وهو اللعب في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026م، وهو ما يجب أن نعمل عليه والتجهيز التام من كافة الجوانب للبقاء على الأمل عبر ملحق جله يضم منتخبات خليجية إلتقى معها الاحمر في خليجي 26 الاخيرة بالكويت، حيث فاز على قطر 2/‏1 وفاز على السعودية 2/‏1 وتعادل مع الامارات 1/‏1 وواجه العراق في التصفيات وخسر منه ذهابا وإيابا صفر/‏1، إذن كل الامور تبدو مكشوفة للجميع ومنتخبنا يملك القدرة على تجاوز الصعاب متى ما تمت تهيئته بالشكل المناسب بعيدا عن تحجيم قدرات لاعبيه في المقام الأول، ناهيك عن التنافس والخصوصية بين منتخبات الخليج بعيدا عن أي مكان أو تصنيف أو قدرات لاعبين .

ما أود أن أقوله هنا، هو أن على الاتحاد العماني لكرة القدم الحالي أو القادم وعبر المختصين في دائرة المنتخبات أو من يراه المجلس مناسبا ضرورة تقييم مرحلة رشيد جابر مع الاحمر، سواء كانت في التصفيات الأخيرة أم المسيرة في خليجي 26 بالكويت، بالتأكيد هناك لحظات فرح ولحظات حزن، وهناك قراءات مختلفة منها ما يراه البعض جيدا ولكن الاغلبية يروها بأنها قدرات لاعبين فقط وليس لقراءة المدرب أي دور فيها، ولا يجب أن تمر المرحلة الماضية دون تقييم فني بحت يشارك فيه من يراه المعنيين مناسبا لهذه المهمة، فنحن أمام مرحلة قد لا تتكرر مرة أخرى بهذه الصورة في القريب العاجل، خاصة وأن لدينا لاعبين قد لا يتواجدون مستقبلا نظير عامل السن.

المرحلة القادمة

المرحلة القادمة بالنسبة للأحمر تحتاج إلى عمل مضاعف وجهد أكبر من كافة الجهات، فلا يجب أن يتكرر سيناريو المرحلة الماضية من حيث قوة المباريات الودية التي لم تكن سوى كسر للروتين فقط، ولم تحقق تلك الفائدة المرجوة منها، حيث ظهر منتخبنا في لقائي الاردن وفلسطين منهكا خائر القوى، وكأنه لم يدخل فترة إعداد كافية لمواجهتي الحسم، ولم تشهد تشكيلتي المباراتين أي تغيير في الاسماء حتى نستطيع القول بأن هذه المباراة أو تلك حققت للجهاز الفني هدف مهم، فالاسماء هي الأسماء وطريقة اللعب هي نفسها، إذن ماذا حققنا من تلك المباراتين يا ترى!!

ندرك تماما بأن تغيير المجلس قبل الملحق بفترة ليست بالطويلة هو أمر لا يصب في صالح مسيرة الاحمر، فالوقت غير كاف عن اتخاذ قرارات حاسمة سواء من ناحية استبدال الجهاز الفني التي يطالب بها الوسط الرياضي أو من ناحية التخطيط المنظم لأهم محطات الفريق بتصفيات المونديال، إلا أننا في الأمر الواقع ويجب علينا الاسراع في تنظيم الرحلة بشكل واضح بعيدا عن أي منغصات قد تعيق تلك التطلعات، وبات على المجلس القادم أن يكون ملف المنتخب أول ما يتم مناقشته في الاجتماع الأول له لحسم الامر، أما الانتظار فهو لا يصب في مصلحة الكرة العمانية إطلاقا، وبعدها سنلوم أنفسنا كثيرا وقد لا ينفع ندم.

معسكر صلالة

الجهاز الفني الحالي قدم طلبا لمجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم بضرورة إقامة معسكر داخلي في محافظة ظفار وبالتحديد في مدينة صلالة وسط الاجواء الخريفية التي تمنح الجهاز الفني فرصة لإجراء حصص تدريبية على فترتين يوميا ولمدة (20) يوما، إلا أن هذا المعسكر يخلو من أي مباراة ودية معلنة حتى الآن تضع المنتخب في رتم المنافسة المتواصلة، وسيكون هذا المعسكر روتين يومي فقط وسيشكل نوعا من الملل لدى اللاعبين مثلما كان سابقه، وباعتقادي أن هذا الامر يحتاج إلى دراسة قبل الموافقة عليه من قبل المجلس القادم أو اعتماده، فالتجارب الودية قبل المشاركة في بطولة غرب آسيا يحتاجها الفريق خاصة في ظل وجود عدد من الاسماء الشابة والواعدة التي لم تحصل على فرصة التواجد في تشكيلة الاحمر رغم إجادتها وقدرتها على صنع الفارق متى ما سنحت الفرصة لها .

كلمة حق

كلمة حق يجب أن نذكرها في شأن حملة (كلنا معك)، فالدور الذي قامت بهذه الحملة سواء من ناحية تهيئة الامور اللوجستية للبعثة أو من ناحية الدعم المادي أو من ناحية الدعم المعنوي بتواجد عدد جيد من اعضاء الحملة التي أطلقتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع الاتحاد العماني لكرة القدم قبل انطلاق التصفيات في كل بعثات المنتخب للمباريات الخارجية، وتقديم كل التسهيلات هو أمر إيجابي للغاية وأسهم في مواصلة الاحمر لمشواره بالتصفيات عبر الملحق القادم بإذن الله تعالى.

كما أن الدور الكبير الذي قامت به الحملة من خلال رابطة جماهير المنتخب والتسهيلات التي تحصل عليها تلك الرابطة من وصولها وحتى عودتها إلى مسقط يجب أن نمنحه حقه، ولولا كل هذه التسهيلات لما تواجدت الجماهير خلف الاحمر في كل المباريات التي خاضها خارج سلطنة عمان باستثناء مباراة كوريا الجنوبية، رغم كل ما قدمته تلك الحملة إلا أننا نأمل في مواصلة العمل بذات النهج وأكثر، فالمباراتين القادمتان في الملحق هما خير ختام لما سبق في رحلة المونديال، والاستمرار بالعمل الايجابي المكثف تجاه كل الأطراف سواء اللاعبين أو الجماهير هو أمر مطلوب للمرحلة القادمة لتحقيق الهدف المنشود.

ولا ننسى الدور الذي قامت بهذه الحملة خلال مباريات منتخبنا في مسقط، بتوفيرها كل الأمور اللجوستية التي يحتاجها الجمهور العماني في المباريات، ناهيك عن مجانية الدخول وتوفير متطلبات الجماهير الوفية .

نداء هام

مرحلة الملحق هي مرحلة حاسمة لا ثاني لها، والتأكيد على إقامة مباريات الملحق في قطر والسعودية هو أمر متوقع ونافذ بأي حال من الأحوال، ومن هنا فإنني أتمنى من المسؤولين عن حملة (كلنا معك) رفع سقف الطموحات والمكافآت للاعبين، فالهدف مهمة وطنية بحتة، علينا أن نعمل على تحقيقها جميعا في النهاية، وأتمنى – كذلك – زيادة عدد الجماهير العمانية المؤازرة للمنتخب في المباراتين سواء من خلال تخصيص رحلتين كاملتين للجماهير بدلا من رحلة واحدة أو توفير سكن للجماهير العمانية طيلة الفترة التي سيخوض خلالها منتخبنا مباراتيه بالملحق، ولا يقتصر ذلك السكن على افراد رابطة الجماهير فقط وإنما يكون متاحا للجماهير العمانية كاملة سواء التي جاءت عبر الرحلة المخصصة للجماهير أو التي جاءت برا وستمكث هناك حتى نهاية مباريات الاحمر، حيث أن منتخبنا بحاجة إلى أكبر عدد من الجماهير العمانية للوقوف خلفه في مهمة البحث عن التأهل الصعب للمونديال، وبإعتقادي أن الجاهير العمانية ستكون ملبية لهذا الواجب الوطني وستجدها على الموعد بإذن الله تعالى كما وجدناها سابقا والدلالات كثيرة.

جماهير الوفاء

الدور الكبير الذي قامت به الجماهير العمانية التي وقفت خلف المنتخب في رحلة تصفيات المرحلة الثالثة لا يجب أن نغفله إطلاقا، فعلى الرغم من مرور الفريق بمنغصات كثيرة وداخل أرضه على وجه التحديد إلا أن الجماهير لم تتخلف عن مؤازرة اللاعبين سواء تأخر في اللقاء أو تقدم، وباعتقادي أن هذا النموذج من الجماهير يجب أن يطلق عليهم (الأوفياء) لأنهم شجعوا المنتخب بذاته ولم يلتفتوا إلى خسارة أو تعثر محبط، بل على العكس كانوا سندا وعونا للفريق في أحلك الظروف، وباعتقادي أن تواجدهم مع المنتخب في مبارياته التي أقيمت في الاردن والعراق والكويت وفلسطين في الأردن كان لها دور كبير في تحفيز اللاعبين بالصورة المثالية، ولا أجدني أتجاوز الرحلة المكوكية التي تحمل الجماهير إلى تلك المباريات، حيث السفر والعودة في ذات اليوم وفي وقت قياسي وهو أمر منهك بطبيعة الحال، ناهيك عن التشجيع والمؤازرة للمنتخب طيلة (90) دقيقة بلا كلل أو ملل، فتحية شكر لهم على تلك التضحيات ونأمل منهم المزيد في رحلة الملحق بإذن الله تعالى .