كعادة كل أُصبوحاتي، أستيقظ مبكرًا جدًا للشروع للعمل في مكتبتي. إلا أن صباح يوم الثلاثاء الموافق 3 يونيو لم يكن ككل صباح، حيث علمتُ عبر هاتفي المحمول بخبر رحيل القامة والقيمة العظيمة سيدة المسرح العربي، الفنانة سميحة أيوب، عن عمر يناهز 93 سنة (8 مارس 1932م - 3 يونيو 2025م). كان الخبر صادمًا ومفجعًا، وقع على قلبي كالصاعقة، أصابني بتشويش فكري، وعلى إثره شعرت بفقدان توازني النفسي والفكري إلى حد العجز (طوال اليوم) عن تدوين كلمة واحدة. ظللت طوال اليوم أجتر ذكريات الصداقة الحميمة التي جمعت بيني وبين سميحة أيوب، صداقة دامت ثمانية وعشرين عامًا، مليئة بذكريات كفيلة بأن تلون صفحات وصفحات من الكتابة. لكن الموت حق علينا، وتلك هي سنة الحياة، لذا فإنني لا أملك سوى الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وجنة الفردوس. سيدة المسرح العربي في اليوم التالي، ورغم مرارة الألم الناجم عن الفراق، تساءلت بيني وبين نفسي: هل أكتب عن سميحة أيوب سيدة المسرح العربي، أم أكتب عن سميحة أيوب الصديقة والإنسانة كما عرفتها عن قرب؟ من المؤكد أن الكتابة عن سميحة أيوب الفنانة أيسر بالنسبة لي، استنادًا إلى القاعدة التي تقول: حين تتوفر المادة العلمية، تكون الكتابة يسيرة بالنسبة لأي باحث، لا سيما أننا نعيش في عصر الإنترنت، حيث تتوفر كافة أعمال الفنانة سميحة أيوب، سواء المسرحيات أو السينمائيات أو المسلسلات التلفزيونية أو الإذاعية، فضلاً عن كل لقاءاتها المصورة في برامج الفضائيات وشهادات الشكر وميداليات التكريم بمختلف درجاتها ومناسباتها.
د. آسية البوعلي
كاتبة عمانية