الاثنين 16 يونيو 2025 م - 20 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

أصداف: أكثر من «ألف» ضعف

أصداف: أكثر من «ألف» ضعف
الأحد - 15 يونيو 2025 05:34 م

وليد الزبيدي

10

تفرض القفزة الهائلة الَّتي أعلنتْ عَنْها شركة ألمانيَّة في ميدان الطَّاقة الشمسيَّة واقعًا جديدًا في عالَم الطَّاقة بصورة عامَّة وعلى وَجْه الخصوص في مجال الطَّاقة الشمسيَّة، فقَدْ طوَّرتِ الصِّين واليابان والولايات الأميركيَّة الكثير في عالَم الطَّاقة الشمسيَّة، لكن لم تصل إلى القفزة الألمانيَّة الَّتي تمَّ الإعلان عَنْها مؤخرًا، فقَدْ أعلن الفريق المطوِّر الألماني عن جيل جديد من الألواح الشمسيَّة بإمكانه توليد طاقة تفوق الألواح الحاليَّة وفي أحدث تطوُّرها بأكثر من ألف ضعف. يشمل الجديد والمبهر في هذه الألواح أنَّ حجمها صغير جدًّا بحجم كفِّ اليد، ما يؤكد أنَّ القفزة هائلة جدًّا، ولم تَعُدْ ثمَّة مُشْكلة في الفضاء الَّذي يحتاجه النَّاس لنصبِ الألواح التَّقليديَّة الَّتي يَجِبُ أن تشغلَ مساحة مفتوحة كبيرة. لا أعرف فيما إذا توقفتْ دوائر صنع القرار في الدول الَّتي رهنتْ حاضرها ومستقبل أجيالها بتصدير النِّفط (الهبَّة الربانيَّة)، ورسمتْ جميع خططها (التنمويَّة) الجامدة على هذه الهبَّة الربانيَّة الخالصة، بَيْنَما تنبَّهتْ حكومات كثيرة لبناء صناديق مستقبليَّة وشرعتْ باستثمارات رديفة وعزَّزتْ من الصِّناعة والزِّراعة فوق أراضيها، في حين ثمَّة حكومات تتفاءل وتردِّد بتفاخر أنَّ اقتصادها ريعي، أي أنَّها تعتمد على النِّفط بصورة كاملة لمواردها الماليَّة (ويتصدر ذلك رواتب القِطاع الحكومي الَّذي تصل نسبة الأيدي العاملة فيه إلى ما يزيد عن الخمسة والتِّسعين في المئة أو أكثر). وفي حال تأخَّر وصول الواردات النَّاتجة عن مبيعات النِّفط فإنَّ القلق والارتباك يَسُود دوائر صنع قرار توفير الرَّواتب. منذُ مؤتمر المناخ الَّذي عُقد في باريس في العام 2015 والعالَم بأسْره يتَّجه صوب توفير الطَّاقة النَّظيفة، بالمقابل تمَّ توجيه جميع معامل وورش إنتاج المعدَّات الكهربائيَّة للتَّوفير باستهلاك الطَّاقة، وقَبل وبَعد ذلك والعالَم يشقُّ طريقه في زيادة أعداد السيَّارات الَّتي تعمل بالطَّاقة الكهربائيَّة، وبِدُونِ شك إنَّ المنتج الألماني الجديد سيُسهم في تسهيل عمل السيَّارات بالطَّاقة الشمسيَّة، وسيوفِّر الفرص الهائلة للتوسُّع بالزِّراعة ويساعد لإنشاء المصانع والمعامل في مناطق بعيدة، وبما يُسهم في توفير مختلف المنتجات. المختبرات العالَميَّة لم تتوقفْ في الدول الَّتي تُنتج الطَّاقة الشمسيَّة عن وضع خطط التَّطوير في هذا القِطاع، لكنَّ الاختراع الألماني سيُعِيد فورًا خطط التَّطوير التَّقليديَّة للحاقِ بهذا الرَّكب الكبير والخطير، ولم يقتصرِ العمل والاختراع والتَّطوير في مجال الطَّاقة الشمسيَّة وَحْدَه، بل سيكُونُ حاضرًا في طاقة المياه والرِّياح وبِدُونِ شكٍّ سيحصل تطوير في جميع قِطاعات الطَّاقة النَّظيفة. بعض الحكومات ومعها شعوبها ترتجف عِندَ انخفاض أسعار النِّفط بعدَّة دولارات بسبب اعتمادها كُليًّا على النِّفط إنتاجًا وتصديرًا، فكيف بهذه الحكومات والشُّعوب إذا أدركتْ أنَّ المنتج الجديد سيؤثِّر سلبًا وبقوَّة في اعتماد العالَم على النِّفط في ميادين الطَّاقة المختلفة، الأمْر الَّذي سيضعف أسعار النِّفط بقوَّة بسبب توافر البديل غير المكلف. حتَّى إنتاج النِّفط الصَّخري سيتأثر بقوَّة لِمَا يتركه الاختراع الجديد وما سيشهده قِطاع الطَّاقة النَّظيفة في المستقبل.

وليد الزبيدي

كاتب عراقي

[email protected]