الاثنين 16 يونيو 2025 م - 20 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

اتصالات عمانية مكثفة لاحتواء التوتر الذي سببته «إسرائيل» بالمنطقة والتأكيد على ردع المعتدي

اتصالات عمانية مكثفة لاحتواء التوتر الذي سببته «إسرائيل» بالمنطقة والتأكيد على ردع المعتدي
السبت - 14 يونيو 2025 06:47 م
30

- مع استمرار القصف المتبادل والانفجارات فـي «تل أبيب» وطهران

مسقط ـ عواصم ـ وكالات: تستمر الاتصالات المكثفة بين معالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعدد من نظرائه في الدول الشقيقة والصديقة، في إطار المساعي الدبلوماسية لاحتواء التوتر والتصعيد العسكري الخطير في المنطقة الذي سبَّبته «إسرائيل» من خلال اعتداءاتها المباشرة على الأراضي الإيرانية منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة. وأكد معاليه خلال هذه الاتصالات على أهمية وقف العدوان وردع المعتدي باستخدام الوسائل السلمية المستندة إلى القانون الدولي والعدالة من أجل حقن الدماء، ووقف التدمير وعدم سقوط المزيد من الضحايا، حفاظًا على أمن المنطقة واستقرارها وحماية للمصالح العليا لشعوبها. وأطلقت إيران دفعات جديدة من الصواريخ على «إسرائيل» أمس ليرتفع عدد القتلى الإسرائيليين ـ حتى إعداد الخبر ـ إلى 3 وإصابة أكثر من 90 آخرين، في حين واصلت «إسرائيل» مهاجمة أهداف في الأراضي الإيرانية. وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي عن «جولة جديدة من هجمات الوعد الصادق 3»، في إشارة إلى اسم العملية العسكرية الإيرانية ضد «إسرائيل» ردًّا على ضرباتها الدامية التي استهدفتها. وأكد الحرس الثوري الإيراني نجاح عشرات الصواريخ الباليستية في اختراق طبقات متعددة من دفاعات «إسرائيل»، واستهدافها المراكز العسكرية والقواعد الجوية التي كانت مصدر الهجوم على إيران. وذكر الحرس، في بيان، أن الصواريخ والطائرات المسيَّرة التابعة لقوته الجوفضائية تمكنت في هذه العملية من استهداف المراكز العسكرية والقواعد الجوية التي كانت مصدر الهجوم «الإسرائيلي» على إيران، بالإضافة إلى المراكز الصناعية العسكرية التي استخدمها الجيش «الإسرائيلي» لإنتاج الصواريخ وغيرها من المعدات والأسلحة العسكرية، إلى جانب ضرب أهداف عسكرية أخرى في عمق الأراضي المحتلة. وفي المقابل أعلن الجيش «الإسرائيلي» أن أنظمته الدفاعية اعترضت عددًا من الصواريخ الإيرانية، كما أن قواته الجوية تواصل مهاجمة أهدافًا في الأراضي الإيرانية، وأنها دمرت في أصفهان مبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني وبنية أساسية لتحويل اليورانيوم المخصب ومختبرات، كما نفذت غارات واسعة استهدفت قواعد عسكرية لسلاح الجو الإيراني في قاعدتي همدان وتبريز غرب إيران. وفي سياق متصل ذكرت وكالة (مهر) للأنباء الإيرانية أنه تم استهداف مطار (مهرآباد) غرب العاصمة الإيرانية في الهجوم الذي يشنه الاحتلال «الإسرائيلي». وقالت الوكالة إن «التقارير تفيد بأن مطار (مهرآباد) في طهران تعرض لقصف شنته قوات الإحتلال الإسرائيلي» دون تقديم مزيد من التفاصيل. سياسيًّا دعا عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، في اتصال هاتفي، مع أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، لاتخاذ إجراءات فورية بحق «إسرائيل» لتحريضها على الحروب. وأكد عراقجي، خلال الاتصال، أن الهجوم «الإسرائيلي» يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران وسلامة أراضيها، وعدوانًا واضحًا على بلاده، مشددًا على عزم طهران الدفاع عن نفسها وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. كما أبرز ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بمسؤولياتهما في صون السلم والأمن الدوليين، وإدانتهما هذا العدوان بشدة، واتخاذهما إجراءات فورية ومحددة لمحاسبة «إسرائيل» على هجومها على إيران. من جهته، أعرب جوتيريش عن إدانته للهجوم «الإسرائيلي» على إيران، وخاصةً الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية أثناء المفاوضات بين طهران وواشنطن، مؤكدًا أنه سيعمل على استخدام قدرات الأمم المتحدة لمنع تصعيد التوتر، وإعادة الأمن والهدوء إلى المنطقة. كما عدَّ مجلس الأمن الدولي الحل السلمي والمفاوضات أفضل وسيلتين لضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، داعيًا إلى تجنب اندلاع أي تصعيد متزايد في منطقة الشرق الأوسط بأي ثمن. وحذر المجلس، خلال جلسة طارئة عقدها لبحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط عقب الهجوم «الإسرائيلي» على إيران من تسبب أي تصعيد في عواقب عالمية وخيمة. وأعربت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، في كلمة خلال الجلسة، عن إدانة أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة لأي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط، مؤكدة التزام الدول الأعضاء بعدم استخدام القوة ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. كما جددت دعوة الأمين العام، للجانبين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذه اللحظة الحرجة، وتجنب الانزلاق إلى صراع إقليمي أعمق وأوسع نطاقًا بأي ثمن، معربة عن قلقها البالغ إزاء الضربات «الإسرائيلية» التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية. ونوَّهت ديكارلو إلى أن التصعيد الخطير الأخير يأتي في أعقاب بعض التطورات الدبلوماسية المهمة، حيث كان من المقرر استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان نهاية الأسبوع الجاري، مشددة على تشجيعها استمرار مثل هذه الجهود الدبلوماسية.