الأحد 15 يونيو 2025 م - 19 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

كتاب جديد يتناول تاريخ الدولة العثمانية وتركيا الحديثة

كتاب جديد يتناول تاريخ الدولة العثمانية وتركيا الحديثة
السبت - 14 يونيو 2025 05:32 م
10

دمشق ـ «الوطن»:

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، كتاب تاريخ الدولة العثمانية وتركيا الحديثة، والمكوّن من جزأين، وهو من تأليف ستانفورد ج. شو وإيزيل كورال شو وترجمة أحمد سالم سالم. ويحمل الجزء الأول عنوان (إمبراطورية الغازي .. صعود الدولة العثمانية وانحدارها) 1280-1808، فيما حمل الجزء الثاني عنوان (الإصلاح والثورة والجمهورية .. قيام تركيا الحديثة)1808-1975. يسرد الجزء الأول من الكتاب تحوّل العثمانيين من جماعة بدوية صغيرة إلى إمبراطورية من أعظم الإمبراطوريات العابرة للقارات ، ويركّز على الجذور الأولى لنشأة الدولة، وعلى البنيتين الاجتماعية والسياسية اللتين صنعتَا هذا الصعود، مؤكدًا أن الدولة العثمانية لم تكن كيانًا مغلقًا، بل كانت مجتمعًا ديناميكيًّا متداخل الأعراق والأديان أتاح تعايشًا نسبيًّا بين مكوّناته في ظلّ حوكمة مركزية محدودة تقودها نخبة متعددة العرق تحت راية السلطان. فيما يتناول الجزء الثاني من الكتاب التحولات العميقة التي شهدتها الدولة العثمانية في قرنها الأخير، وصولًا إلى تأسيس الجمهورية التركية، ويركّز المؤلفان على محاولات التحديث في مؤسسات الدولة وبنيتها الاجتماعية، في ظل ضغوط خارجية متزايدة، وصعود التيارات الفكرية والقومية، ما أدى إلى تفكك السلطنة وبروز الجمهورية، ويُظهر السرد كيفية تشابك الحروب والانتفاضات والأزمات الصحية والاقتصادية، وتشكيلها خلفية مأساوية جامعة لمختلف شعوب السلطنة من أرمن وأتراك وعرب ويونانيين ويهود، بعيدًا من المقاربات الأحادية أو المنحازة. ويقدّم المؤلف مقاربة مغايرة للرواية الأوروبية الكلاسيكية، عبر تتبّع تطوّر مؤسسات الدولة والقيادة العثمانية، مع الاهتمام بالسياقات الإقليمية والدولية والاقتصادية، من دون الاقتصار على سِيَر السلاطين أو روايات الفتوحات، ويسلّط الضوء على تداخل الشعوب والأديان داخل الإمبراطورية، وتشكّل ما سيُعرف لاحقًا بـ (المسألة الشرقية)، بوصفها نتاجًا لتفاعلات معقدة بين الدبلوماسية والحروب والخسائر الإقليمية. ويعتمد هذا الجزء، بخلاف دراسات سابقة، على مزيج من المصادر العثمانية والأوروبية، ما يضفي عليه من الناحية النقدية توازنًا، وعمقًا موضوعيًّا. يُعدّ هذا الكتاب، بالنسبة إلى القارئ العربي، بمنزلة (نافذة) مهمّة لفهم التاريخ العثماني بوصفه مجالًا لتفاعلات اجتماعية وثقافية ودينية متشابكة، وليس سردية عن حكم السلاطين وتوسّع الفتوحات فحسب. ومن ثمّ، يكتسب قيمة معرفية وثقافية، ويُسهم في مراجعة التصوّرات النمطية عن العثمانيين، ويعيد الاعتبار إلى مرحلة تاريخية لا تزال تؤثّر بعمق في واقع المنطقة ومستقبلها.