•مع إصدار وزارة النَّقل والاتِّصالات وتقنيَّة المعلومات العُمانيَّة اللائحة السِّياسيَّة العامَّة المتضمنة الاستخدام الأمِن والأخلاقي الخاصَّة بأنظمة الذَّكاء الاصطناعي. •أقول مع إصدار الوزارة لهذه اللائحة تكُونُ قد أخذتْ من سابق اهتمامٍ إداريٍ وطنيٍ عامٍّ للتَّبشير به واحدًا من المهمَّات التَّشغيليَّة الَّتي ينبغي أن تتصدرَ المتابعة، وتحويل هذا المفتاح العلمي المُبهر إلى عرفٍ، ويكُونُ التَّعاطي به على قدر المسؤوليَّة أسوةً بِدَوَل أخرى. •لقَدْ ركَّزتِ الوزارة على (الشَّفافيَّة والعدالة والمساءلة والشموليَّة، واحترام الخصوصيَّة وضمان التَّدخُّل البَشَري في القرارات الحسَّاسة) وتلك مُهمَّات على درجةٍ عالية من التَّعقيد، إذا أخذنا بنظر الواقع أنَّ هناك اختلافات في التَّفسيرات الوضع الَّذي يتطلب المزيد من الاستيعاب والفَهْم والاستدلال والمقارنة وتحاشي الوقوع بالأخطاء، إذ عِندَها تصبح المُهِمَّة عسيرة مع حالَتَي التَّعدُّد والتَّباين. •الحال أيضًا، أنَّ الوزارة بخطوتها هذه، تريد توظيف الذَّكاء الاصطناعي لخدمة رؤية «عُمان 2040»، أي الامتثال لكُلِّ خطط التَّنمية المستدامة المطبَّقة، أو الَّتي على طريق الإدراج المستمرِّ في سلطنة عُمان. •لا شكَّ أنَّ ذلك يتعلق بمديات التَّنمية البَشَريَّة المستدامة وفق المعادلة المعروفة، كُلَّما كانتِ البيانات الأساسيَّة المعطاة سليمة من حيثُ القِيمة الذَّاتيَّة تكُونُ النَّتائج واعدة، ولكن بشرطِ النَّزاهة في كُلِّ المفردات، وارتباط ذلك أخلاقيًّا بما يُعطى من معلومات الأمْر الَّذي يقطع الطَّريق على أيِّ تأويل مخالف. •إنَّ في هذا المنهج ما يصون النَّوعيَّة من أيِّ تلوُّث محتمل، وهكذا تتوالد العمليَّة التَّنمويَّة ضِمن وقائع محسوبة، لا شكوك بشأنها حيثُ تتضاءل فرص النُّكوص إلى حدود ضيِّقة جدًّا، وبالمقابل يتوافر المزيد من الاطمئنان للسياقات المعتمدة ويكُونُ العمل التَّنموي العامُّ تحت المعاينة المستمرَّة لتعزيز الرَّبط المُحكم بَيْنَ التَّطوُّرات والحاجات المستجدَّة في التَّعلُّم والتَّوظيف. •لقَدْ أصبحتِ الإضافات النَّوعيَّة في العمليَّة التنمويَّة العُمانيَّة واحدة من علامات الثِّقة، وتلك مُهِمَّة غاية في الضرورة أخذين بالاعتبار أنَّ البيئة الجغرافيَّة المداريَّة بيئة صعبة المراس وتقتضي المزيد من جهود التَّأسيس والبناء النَّوعي. •لقَدْ تأكدتِ الآن حاجة جميع دول العالَم إلى الذَّكاء الاصطناعي، والسَّلطنة أشدُّ اهتمامًا له من زاوية تلك البيئة الَّتي هي عَلَيْها. •إنَّ التَّنمية ينبغي أن تَقُومَ على قوَّتَي الخبرة والائتمان، وليس هناك من قوَّة تَصُون هذيْنِ الاثنيْنِ أكثر من التَّعاطي بأرجحيَّة مع المعرفة الأحدث في أتون بيئة اقتصاديَّة عالَميَّة يحرِّكها تنافس إرادات، فكيف يكُونُ للسَّلطنة قَدمٌ فيها إذا لم تكُنْ بمستوى القدرة على الانخراط بهذا التَّوَجُّه، ويكُونُ حضورها في المشهد الإقليمي والدّولي بهذا المستوى علمًا أنَّها تتمتع بموقع وسطي بحري يتطلب الخدمة اللوجستيَّة. •لقَدْ باتَ تجسير منهج الذَّكاء الاصطناعي جزءًا من معطيات المعرفة المتيسِّرة الَّتي ينبغي أن تُلبِّيَ الحاجات العلميَّة البنيويَّة العُمانيَّة وتيسيرها، وهذا من مهمات الإعلام والنخب الثَّقافيَّة والعلميَّة، مدارسَ ومعاهدَ وجامعاتٍ ومراكزَ بحثٍ عَلَيْها أن تضع نصبَ أولويَّاتها تفعيل هذا التَّوَجُّه لِكَيْ يكُونَ الجميع على دراية وعلى تكيُّف مع الاختصاص الَّذي هي عَلَيْه. •بخلاصة توضيحيَّة: إنَّ البيئة النَّاجحة للذَّكاء الاصطناعي هي بيئة تناسبيَّة مع مقدار الفَهْم العامِّ لمتطلَّباته، وإنَّ محوريَّتها هي الاستكشاف والتنبُّؤ والتَّعامل مع الاستنتاجات وتوظيف المعلومات الَّتي يتمُّ بثُّها، وتلك مُهِمَّة تداوليَّة بامتياز.
عادل سعد
كاتب عراقي