العرض الأول يعيد ذكرى إمبراطورية سلطنة عمان و«ملك البحار»
الفيلم ناطق بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والسواحيلية وبيت العجائب الثيمة الأساسية للأفلام الثلاثة
كتب ـ خالد بن خليفة السيابي:
تصوير ـ سعيد البحري
السُّفن العُمانية سجلت تاريخًا عميقًا وخالدًا عبر البحار وجابت سواحل شرق إفريقيا وذلك إثر الوجود العماني في القارة الإفريقية، ولإعادة التاريخ عبر مشاهد سينمائية أطلقت وزارةُ الإعلام ـ ممثَّلة في مجلة نزوى ـ العرض الأول للفيلم الوثائقي بيت العجائب،
والذي يأتي عبر ثلاثة أجزاء تبرز بداية وقوة وهيمنة الإمبراطورية العمانية في زنجبار وسواحل شرق إفريقيا وذلك لنشر الثقافة العمانية والدِّين الإسلامي والذي ينطق باللغة العربية، حيث قام العمانيون بنشر قواعد هذه اللغة وتعليمها للناس لتسهل مهمتهم في اعتناق الإسلام واستيعاب آيات القرآن الكريم، كما دشَّنت كتابًا يوثق الحضور العماني ودوره في هذه المنطقة التي تحمل ذكرى (ملك البحار) السَّيد سعيد بن سلطان مؤسِّس سلطنة زنجبار ومؤسِّس الوجود العُماني في شرق إفريقيا وذلك في حفل أقيم بمقر دار الفنون الموسيقية بدار الأوبرا السُّلطانية مسقط.
أولى فقرات الحفل كلمة مجلة نزوى ألقاها عبد الرحمن بن سعيد المسكري حيث قال فيها:
إنَّ أهمية هذا المشروع الثقافي الوثائقي الكبير، الذي نحتفي بإنجازه اليوم، تكمن في التركيز على الوجود العُماني في زنجبار وشرق إفريقيا، ونقدم من خلاله قصصًا إنسانيَّة الطَّابع تعظيمًا للقيم الرَّفيعة التي أسَّسها الأسلاف، وترسيخًا لدورها في بناء الهُوِيَّة الوطنية العُمانية الحديثة. مع أهمية نقله للأجيال القادمة في وسائط فنيَّة وبصريَّة تتلاءم مع روح العصر، وتستثمر تحوُّلاته التكنولوجيَّةَ والثقافيَّةَ في طرائق الإنتاج وأنماط التلقي.
وأضاف: إنَّ إنجاز هذا المشروع التوثيقي هو احتفاء بالفعل الحضاري للإنسان العُماني، حيث يشكِّل البُعد الحضاري قيمةً جوهريَّة في هُوِيَّة عُمان التاريخيَّة؛ هُوِيَّة تشكَّلت عبر بناءٍ فكريٍّ عميقٍ وعريق، أخصبه تاريخٌ طويلٌ من التّواصل والانتقال للسفر.
وأكد (المسكري): إنَّ العُمانيين في زنجبار وشرق إفريقيا أقاموا دولةً واسعةَ الأرجاء، ممتدَّة التأثير، أدوا فيها أدوارًا طليعيَّة متقدِّمة، بما اكتسبوه من مقوِّمات ثقافيَّة وإرثٍ إنسانيٍّ بالغ الثراء عبر تاريخهم الطويل، فنقلوا إليها كثيرًا من قيمهم الرفيعة، وأثَّروا تأثيرا واضحًا في نسيجها الاجتماعي والثقافي، فنشروا الثقافة العربيَّة والإسلاميَّة، وأسهموا في إيجاد بيئة تمازجت فيها الثقافات والأعراق المختلفة.
وقال مخرج فيلم بيت العجائب فريدريش كلوتشه: إنَّ تاريخ الوجود العُماني في شرق إفريقيا تاريخ طويل بدأ على سواحل المحيط الهندي وامتد لسنوات طويلة، وكلما بدأنا البحث أكثر وجدنا المزيد والمزيد من المعلومات.
وأضاف: قررنا أن نركز في كل جزء من هذا الفيلم على شخصية محورية واحدة وما سنشهده اليوم في هذا الفيلم هو قصة السُّلطان السَّيد سعيد بن سُلطان مؤسِّس سلطنة زنجبار ومؤسِّس الوجود العُماني في شرق إفريقيا، وهذا الفيلم يغطي الجزء الأول من القرن الـ20. أما الجزء الثاني فسيتحدث عن شخصية تيبوتيب من القرن التاسع عشر تليها شخصية مبارك الهناوي الذي كان محافظًا في ممباسا وكان يشجع على التعليم كوسيلة للانتقال للحقبة المعاصرة.
وأوضح مخرج العمل: إنَّ هذا العمل ليس موجَّهًا فقط للجمهور العُماني وإنَّما ينظر إليه كتراث مشترك مع إفريقيا ويطلع عليه العالم أجمع ولذلك يتوافر هذا الفيلم بثلاث لغات.
وتطرق مؤلف كتاب (الوجود العُماني في زنجبار وشرق إفريقيا) الألماني جورج بوب:
عن بدايات اهتمامه بسلطنة عُمان وتتبعه خيوط علاقاتها مع شرق إفريقيا والتأثيرات المتبادلة وأشار إلى أنَّ الكتاب يلخِّص المعرفة التي تم جمعها على مدار ستة أعوام لأكثر من 30 خبيرًا من سلطنة عُمان وإفريقيا إضافة إلى الخبراء الغربيين، كما أشار إلى بيت العجائب الذي كان أيقونة للتبادل الثقافي، كما تطرق إلى أنَّ هناك الكثير من العناصر التي تعبِّر عن التبادل الثقافي ولم تكن مضمنة في الفيلم ولكنها وضعت في الكتاب، إضافة إلى احتواء الكتاب على مصادر أكاديمية ومعلومات مفصلة.
يذكر أنَّ خلال الحفل تم عرض الجزء الأول من الأفلام الثلاثة والعروض الترويجية لجميع الأجزاء، حيث تركز هذه الأفلام على الإسهام الحضاري الطليعي للعُمانيين في المجالات السياسية والتجارية والاجتماعية والثقافية، ويتمثل في انتشار الإسلام والثقافة والحضارة العربية في شرق أفريقيا. وقد تم تصويرها بتقنية تبرز تفاصيل المشهد الداخلية والخارجية ومنها تنطلق أحداثها وحكاياتها، ويقدم كل جزء من هذه الأفلام شخصية رئيسة ضمن أحداث سياسية واجتماعية وثقافية متصلة، وقد تم تصوير الأفلام في مواقع مختلفة حول العالم كزنجبار وعدد من الدول الإفريقية والآسيوية ومواقع في أوروبا وأميركا وسلطنة عُمان. فالجزء الأول من هذه السلسلة يتمحور حول شخصية السَّيد سعيد بن سُلطان البوسعيدي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى ويتناول الجزء الثاني شخصية (تيبو تيب) أو حامد بن محمد بن جمعة بن رجب المرجبي إضافة إلى شخصيات أخرى. فيما تناول الجزء الثالث شخصية مبارك الهناوي مع شخصيات أخرى، ويستغرق كل جزء من هذه الأفلام 50 دقيقة وقد تم إنتاجها بثلاث لغات، هي: العربية والإنجليزية والسواحيلية، ويعَد بيت العجائب الثيمة الأساسية للأفلام الثلاثة.

