الطريق إلى كأس العالم 2026
رسالة الأردن ـ صالح البارحي :
في مشهد مجنون، وفي أمسية صعبة، وأمام حشد جماهيري كبير، لم ينثن عزم رجال منتخبنا الوطني عن تحقيق هدفهم، فعادوا في لحظات عصيبة للغاية، عادوا وضربوا لنا أروع قصص الكفاح والتحدي، عادوا بعد أن فقد الجميع الأمل في العودة، فقد كان الفدائي الفلسطيني ينتظر صافرة النهاية ليحتفل بتأهل تاريخي لم يسبق له تحقيقه، لكن رغبة أبناء عُمان كانت حاضرة في وقت قاتل، فحملوا الفرح من الفدائي في غمضة عين ومنحوها للجماهير العمانية الوفية التي تابعت أهم مواجهات الأحمر بالمرحلة الثالثة للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026، بعد أن كان المنتخب الفلسطيني متقدما بهدف نظيف في وقت مبكر من الشوط الثاني عبر رأسية عدي خروب في الدقيقة (49)، وهو الهدف الذي كان كفيلا بأن يمنح المنتخب الفلسطيني التأهل للملحق الآسيوي المؤهل لمونديال العالم 2026، إلا أن عصام الصبحي كان له رأي آخر بعد أن انبرى لركلة جزاء صحيحة لمنتخبنا عند الدقيقة (90+7) مسجلا منها هدف التعادل القاتل، ليتأهل منتخبنا إلى الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال كأس العالم 2026 ليجد الأحمر نفسه في دائرة المنافسة للتأهل التاريخي الذي كاد يفقده لولا ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم في الوقت القاتل من عمر اللقاء الذي جرت أحداثه على ساحة ملعب ستاد الملك عبدالله في القويسمة بالعاصمة الأردنية عمّان مساء أمس الأول في منافسات الجولة الأخيرة من منافسات المرحلة الثالثة للتصفيات النهائية لمونديال العالم القادمة.حيث كان منتخبنا يتأهل بفرصتي الفوز أو التعادل، وهو ما حدث في نهاية المطاف ليمنح الأحمر فرصة أخرى للبحث عنها بين جنبات الملحق الذي سينطلق في شهر أكتوبر القادم بإذن الله تعالى في مشهد جديد بحثا عن انجاز لم تحققه الكرة العمانية حتى الآن.
افراح في الأردن
عاشت الجماهير العمانية وبعثة المنتخب الوطني افراحا رائعة في العاصمة الأردنية عمّان، وذلك بعد أن أطلق حكم المباراة الإيراني صافرة النهاية معلنا تأهل منتخبنا للملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 على حساب شقيقه الفلسطيني، هذه الأفراح بدأت في ملعب المباراة بالقويسمة واستمرت في شوارع العاصمة الأردنية وصولا إلى مقر بعثة المنتخب، علما بأن هناك سيارات عمانية تواجدت في المسيرة نظرا لحضور عدد من الجماهير الوفية عبر الحدود البرية لمؤازرة الأحمر في مباراة الحسم والأمل، وقد استمرت هذه الأفراح حتى صباح الأمس فرحة بهذا التأهل الذي يجب أن يبنى عليه الكثير من الآمال في الفترة القادمة وصولا إلى المونديال بإذن الله تعالى .
منشطات
خضع نجما منتخبنا عصام الصبحي وحاتم الروشدي لفحص المنشطات بعد نهاية مباراة الاحمر مع فلسطين، والتي أهلت منتخبنا إلى الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم ٢٠٢٦ بالتعادل ١/١ .
سيناريو قاتل
السيناريو الذي مرت به المباراة كان مجنونا للغاية، فالمنتخب ظهر بلا انياب في الشوط الاول ولم يستفق من تلك المرحلة إلا بعد ان ولج شباكه هدف في غفلة من الدفاع، بعدها بدأت مرحلة اخرى في مشوارنا نحو تحقيق الهدف، بعد ان حاول لاعبونا التوجه للأمام لتعويض هذا الهدف بأسرع وقت ممكن والتمسك بالفرصة للنهاية، ليبدأ رشيد جابر بإجراء بعض التغييرات قبل ان يتم طرد حارب السعدي، وبالتالي خلط الاوراق تماما وأصبح الواقع يحتاج إلى مجازفة لا محالة أن اردنا البقاء في دائرة التأهل للملحق . هنا، أصبحت الأمور اكثر تعقيدا وتباعدت الخطوط وبالتالي اصبح دفاعنا مكشوفا وتحت الضغط الدائم بحثا من الفلسطيني لتسجيل هدف ثاني لقتل المباراة، يتدخل رشيد مرة أخرى ويدفع بالثلاثي صلاح وحسين وفواز، ليتحول منتخبنا إلى فريق شرس هجوميا وصنع الكثير من الكرات الخطرة ومن كافة الجوانب، ومدرب فلسطين يكثف الدفاع للمحافظة على الفوز والتأهل للملحق، لتأتي اللحظة الفارقة في المباراة عند الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع التي ارتبك فيها الدفاع الفلسطيني بشكل غريب ليرتكب خط دفاعه خطأ واضحا حصل منه الأحمر على فرصة العمر للعودة للمباراة عبر ركلة جزاء ترجمها عصام الصبحي هدفا قاتلا في الوقت المستحيل للفدائي مانحا منتخبنا التعادل والتأهل للملحق .
رشيد جابر:
نفكر فيما هو قادم في منافسات الملحق قال مدرب منتخبنا الوطني رشيد جابر بعد نهاية المباراة والتأهل الى الملحق الاسيوي كنا ندرك بان المباراة ستكون صعبة امام المنتخب الفلسطيني، حيث ظهر الخصم بشكل منظم مع العناصر الجيدة التي يمتكلها في صفوفه والتي قدمت مستوى جيدا في المباراة. واضاف في الشوط الثاني استقبلنا هدفا مع الدقائق الأولى وبعدها تعرضنا لطرد اللاعب حارب السعدي في وقت حساس واثر ذلك على مجريات المباراة، ومع التغييرات والجهود الكبيرة التي بذلها اللاعبون نجحنا في الحصول على ركلة جزاء سددها عصام بنجاح في المرمى وكانت هي العودة لنا والتواجد في الملحق الاسيوي. واشار بانه رغم كل شيء وما حدث في المباراة الا ان لاعبينا قاتلوا بشكل كبير وخاصة بعد الهدف الذي سجل علينا وكانت لديهم الرغبة والطموح بالتواجد في الملحق واصرار اللاعبين وعزيمتهم ساهم في اكتمال رحلة المونديال والان نفكر فيما هو قادم في منافسات الملحق الاسيوي.
شكرا جماهير الوفاء
كلمة شكر وتقدير يجب أن نوجهها إلى الجماهير العمانية التي حضرت لمؤازرة منتخبنا في لقاء فلسطين الحاسم، على الرغم من قلة عددها مقارنة بحشود جماهير فلسطين، إلا أن ما قدمته جماهير الوفاء واحد من نماذج الدعم المعنوي الكبير للاعبينا في المباراة المفصلية الحاسمة، فلهم كل الشكر والتقدير. تواجد الجماهير العمانية دائما يكون له التأثير الايجابي للأحمر، وهذا ما لمسناه من احتفالات اللاعبين مع الجماهير بعد نهاية المباراة، كم أود أن أشير إلى أن هذه الجماهير وصلت عصرا للأردن ورجعت بعد نهاية المباراة مباشرة وهذا جهد بدني ليس بالسهل خاصة في ظل التشجيع المتواصل طيلة المباراة، علما بأن هناك جماهير حضرت برا للوقوف خلف الأحمر.. فشكرا لهم على كل هذه التضحيات.




