وأنت تستيقظ بعد نوم طويل وتفتح عينيك مع نسمات يوم جديد وإشراقة تفيض حبًّا وسعادة بنفس تحمد الله على ايقاظها وتنعم بصحة وعافية مع يوم جديد من أيام الله المباركة وينشرح القلب صفاوة وسعادة وتزداد الجوارح خشوعًا وتضرّعًا مع جو يوم جميل مختلف يتجدد فيه الذكر والتفاؤل والحب والتقوى الذي يعلو ويرسم خارطة يوم جميل بكل ما يصاحبه من المسارعة في الأعمال الصالحة لتعيش بين التقوى والذكر الكثير وبين الخوف والرجاء. وأول ما تبدأ به يومك أيها المسلم (صلاة الفجر) عندما تنطلق من منزلك إلى المسجد في ظلمات الفجر المباركة والله يبشرك وأنت تقضي هذه الخطوات العظيمة بالنور التام يوم القيامة، لم تخرج لأجل الدنيا ولا أجل لقاء الأصدقاء ولا تقضي وقتًا مع امرأة تداعبها وتلاعبها.. إنما نور الله سطع في قلبك نور الفجر أضاء وأشرق، قال رسول الله (صلالله عليه وسلم): (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) (رواه الترمذي وابن ماجه)، والله يضاعف ويؤجر المحسنين الذي ضحّوا لصلاة الفجر، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، يامن تشق الطريق في ظلام الدنيا طب وأبشر وافرح بالنور العظيم يوم الحساب، ومن غلبته نفسه وشيطانه ومعصيته وهو في سبات عميق فليس له من هذه الأنوار الربانية، قال تعالى:(مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور) ٍالنور ـ (40). حين يناديك رب العالمين (حي على الصلاة.. حي على الفلاح) تنطلق بهمةٍ وعزيمةٍ ونشاطٍ تسرع وتلبي نداء الرحمن مع قلوب الصادقين وقلوب المتقين مع شهود الملائكة لك وأنت تشهد صلاة الفجرفي جماعة بعبق وندى الفجر تأهبوا إلى رحمة الله وفي حب الله وبرحمة الله يطالبون الجنان. وقت صلاة الفجر من أعظم وأفضل الوقت جمالًا حيث يصبح الإنسان على أفضل جو وهو يتلذذ وينتعش مع نسمات الصباح الندية وتملأ النفس البهجة والفرح وقلب يفيض حبًّا وصفاء ونقاء والوجه يملأ نورًا وسعادة وهو يعيش صباحًا متجددًا بالأمل المشرق في جوٍّ مختلفٍ متجددٍ لم تلامسه بعد أنفس الكسلاء والعاصين، ولم تخالطه معاصي وذنوب المذنبين.. جو مفعم بالإيمان والخيرات والارزاق فتح الله لك صفحة مليئة أملًا وحبًّا ونقاءً وتواصلًا بالذكر وسائر الأعمال الصالحة، قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(يونس ـ58).. ما أعظمها من بشارة عظيمة وفرح أعظم.. إن العليم يسر لك ويوفقك لأداء صلاة الفجر فترزق الأجر والثواب والفرحة المباركة في يوم جديد وتؤدي فريضة من الفرائض المباركة.
إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري
كاتب عماني