الجمعة 06 يونيو 2025 م - 10 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

«تمثال»عرض مونودرامي يضيء فضاء مقر فرقة مسرح الدن بمسقط

«تمثال»عرض مونودرامي يضيء فضاء مقر فرقة مسرح الدن بمسقط
الاثنين - 02 يونيو 2025 06:51 م
10

متابعة ـ عبدالعزيز الزدجالي:

قدمت فرقة مسرح الدن للثقافة والفن بمقرها في مدينة سندان بمسقط عرضها المسرحي الجديد (تمثال) وهو عمل مونودراما من تأليف الكاتبة الكويتية تغريد الداود وإخراج وسينوغرافيا الفنان عمير أنور، وقام بتقديم الدور الرئيسي الممثل محمد الضبعوني، وشكل فريق العمل الذي ساهم في صياغة العرض، وعكس التوليفة التكاملية لحرص الفرقة على إتقان جميع عناصر العرض، من تصميم المشهد وتنفيذه إلى إدارة الإنتاج والتنظيم. حيث قام بتنفيذ الديكور كل من خالد العبري وحسين السالمي وتصميم الأزياء والمكياج إبراهيم الجساسي وفي الصوتيات حسين السالمي وفي تركيب الإضاءة ناصر النبهاني ومدير الإنتاج سلطان الدرمكي، وتكون الفريق الإداري من حمد الرواحي ومحمد السليمي وهيثم المعولي وعبدالحميد القاسمي، وفي الإشراف العام محمد النبهاني. يحمل العرض عنوانًا دالًا هو (تمثال)، في إشارة رمزية إلى حالة سكون أو صمت قد يختزن (توترًا دراميًا) عميقًا. كعمل مونودرامي، يعتمد العرض على طاقة ممثل واحد يملأ (الفضاء المسرحي) بأدائه، ويشكل (التعبير الجسدي) والصوتي للممثل (الضبعوني) العمود الفقري للعرض، حيث يتوجب عليه تجسيد شخصيات وصراعات متعددة من خلال جسده وصوته فقط. وقد أشار المخرج عمير أنور إلى أنه اعتمد أسلوبًا بصريًا مبتكرًا في (التكوين المشهدي) مستفيدًا من طبيعة المونودراما، التي ترتكز على كثافة الأداء الفردي والصراع النفسي الداخلي أكثر من اعتمادها على الحركة الخارجية. وتأتي (السينوغرافيا) هنا كعامل جوهري في نقل دلالات النص إلى الخشبة، حيث صُمم الفضاء بعناية ليعكس عالم الشخصية وصراعاتها الداخلية. من المتوقع أن يخلق هذا التكامل بين أداء الممثل الواحد وعناصر الإضاءة والصوت والديكور تجربة مشحونة بـ(التوتر النفسي) والإثارة، تبقي الجمهور الحاضر في حالة اندماج وتأمل طوال العرض. المقر كخشبة مسرح اختارت فرقة مسرح الدن هذه المرة أن تُقدم عرض (تمثال) في مقرها الخاص بمدينة سندان، وهو قرار يحمل دلالات مهمة على صعيد توظيف المكان والتأقلم مع الفضاءات المتاحة ، فمن خلال تحويل مقر الفرقة إلى خشبة مسرح حية تستقبل الجمهور، تبرهن الدن على قدرتها الإبداعية في تطويع أي فضاء ليصبح ساحة للتفاعل الفني، ويشير القائمون على الفرقة إلى أن تصميم الموقع الداخلي تم ترتيبه بحيث يُخلق جوا مسرحيا حميما يتناسب مع طبيعة العمل المونودرامي، برغم أن المقر ليس مسرحًا تقليديًا مجهزًا بسعة كبيرة، إلا أن هذه (الفضاءات البديلة) تضيف بعدًا خاصًا للتجربة، إذ يصبح الجمهور أقرب إلى الممثل وفي قلب الحدث، وهذا القرب المكاني يساهم في تعميق عملية (التلقي) لدى المشاهدين، حيث تتلاشى الحواجز الرسمية للمسرح التقليدي، ويتحول المكان إلى جزء من الحكاية. فن المونودراما فن (المونودراما) هو أحد الأشكال المسرحية القادرة على سبر أغوار النفس البشرية بعمق فالمسرح المونودرامي يُركز العدسة على فرد واحد يتحول إلى مرآة تعكس قضايا الوجود والأسئلة الإنسانية الكبرى، من خلال صوت الممثل الواحد وحركته، تتجلى على الخشبة عوالم كاملة من المشاعر والصراعات، مما يفتح مجالًا فريدًا للتواصل بين (النص والمتلقي).