الاثنين 02 يونيو 2025 م - 6 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

نقش بالإزميل...

نقش بالإزميل...
السبت - 31 مايو 2025 05:11 م

علي بدوان

إلى غزَّة العزَّة، غزَّة الَّتي تصنع الآن أيقونة في مسار الكفاح الوطني الفلسطيني، نعتزُّ بها، ونُقدِّم في النَّصر التَّالي القادم، «أقدم شظيَّة» (لها المعنى السِّياسي) في حوارٍ أجراه معي الإعلامي المُتميز فؤاد الحاج عَبْرَ قناة (الغد) الفضائيَّة الَّتي تَبثُّ من مصر العربيَّة. وتمَّ إجراء الحوار الفضائي معي، مباشرة ولأكثر من مرَّة، وفي دواخل الحوار تكتنز (حالة مُنتعشة لعمليَّة وطنيَّة)، وصمود لغزَّة وعموم الضفَّة الغربيَّة والقدس. في الـ»شظيَّة»، السِّياسيَّة، استحضرتُ المؤتمر الفلسطيني العامّ الثَّاني في أيار/مايو 1981، وتابعتُ أُولى حلقات المؤتمر وما يُمكِن تسميته الحوار الدَّائر بالكواليس والنِّقاشات، من على المستوى الأعلى إلى أدناه، وهي النِّقاشات الَّتي بدتْ لأسبابٍ تنظيميَّة لها علاقة باستمرار القبضة الفولاذيَّة على وسائل الإعلاميِّين بعنوان «المركزيَّة الديمقراطيَّة»، وبالتَّرشيح والانتخابات لِلَّجْنة المركزيَّة للمؤتمر ونصوصه. كما في فرض منطق القائمة المُزكاة من قِبل الحلقة القياديَّة الضيِّقة في المؤتمر الفلسطيني، والتَّراجع عن التَّرشيحات الفرديَّة، وعِندَها بتُّ أسمع مفردة تواترت تباعًا خلال السَّنوات التَّالية وعنوانها «وجود تكتُّلات داخليَّة» لأسبابٍ ليسَتْ سياسيَّة أو فكريَّة. وفي حينها لم يكُنْ للانتخابات التَّمهيديَّة أيُّ مكان (البرايمرز) أو بعبارة ثانية «الاستئناس»، والَّتي تمَّ الأخذ بها بعد سنواتٍ لاحقة. أحفر بالإزميل، وأحاول اشتقُّ الجديد بالسِّياسة والفكر، وأتوقف هنا مُستذكرًا حالة من المزاح والمزاج الطيِّب، والانشراح، على مدرج جامعة دمشق الكبير بَيْني وبَيْنَ الشَّهيد عبد الحميد أبو سرور (أبو الغضب) ابن (مُخيَّم عايدة) قرب بيت لحم. واِسْمه الَّذي اشتهر به، وهو خريج كُليَّة الآداب من جامعة دمشق، ومن (بيت نتيف) القرية المُدمَّرة والمُهجَّرة عام النَّكبة 1948، بالقرب من مدينة الخليل في فلسطين ومُعْظم سكَّانها ومواطنيها لاجئو فلسطين في مُخيَّم عايدة بالضفَّة الغربيَّة. أبو الغضب، المحبوب المخلِص صاحب السِّيرة العطرة، استــــشـــــهــــد في الغارات الصهيونيَّة الغادرة على بيروت يوم 17 تموز ـ يوليو 1981. عِندَما استهدفتْ بناية رحمه في منطقة الفاكهاني. واستهدف معها مقرَّات لحركة فتح وجبهة التَّحرير العربيَّة والجبهة الشَّعبيَّة/القيادة العامَّة، وتمَّتْ مواراته الثَّرى في مثوى الشُّهداء بمُخيَّم اليرموك في مُخيَّم اليرموك. في تلك الواقعة، واستهداف بيروت بالقصف الجوِّي، وانعقاد المؤتمر الفلسطيني في اليرموك كانتْ فرصتي للتَّعرُّف «ولو من بعيد لبعيد» على شخص محمد كشلي، اللبناني والعضو القيادي في حركة القوميِّين العرب، والَّذي أدَّى دَوْرًا مُهمًّا في المراحل التَّالية من تأسيس الحركة إلى جانب اللبناني وأمين سِر الحركة الوطنيَّة اللبنانيَّة (1975 ـــ 1982) محسن إبراهيم وغيرهما، وكان رئيس لجنة الإشراف على عمليَّة الانتخابات لِلَّجنة المركزيَّة في المؤتمر، وفرز الأصوات. لم يكُنْ حلمي موقعًا أو مكانًا، بل حلم وطني وإنساني، تتسع بقعة أرضي معه، وهكذا كانتْ مشاركاتي فاعلة في كافَّة دَوْرات المؤتمرات والكونفرنسات التَّالية، خصوصًا بعد بروز صرعات نظريَّة عنوانها (البروسترويكا/إعادة البناء) والجلاسنوست (المكاشفة) والَّتي تبنَّاها الكثيرون كطراز (موديل) لا أكثر ولا أقل.

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب دمشق ـ اليرموك

[email protected]