- رسائل العشّاق جديد شهرزاد العربي
كتب ـ محمد عبدالصادق:
صدر للكاتبة الجزائرية شهرزاد العربي، كتاب جديد حمل عنوانا لافتا «الشجرة والتفاح: المعرفة ـ الخطيئة ـ رسائل العشاق»، الناشر معهد الشارقة للتراث، تصدره غلاف لشجرة تفاح معمرة تضرب بجذورها المتمددة في الأرض فوق ربوة مرتفعة، تغص الشجرة بالثمار الحمراء الناضجة، تلفها طاقة من النور والضياء، يجلس أسفلها رجل يمسك بثمرة تفاح لامعة ساقطة من الشجرة، تحكي أسطورة أدم وحواء والتفاحة والخطيئة، الكتاب عمل إبداعي مختلف، يتناول العلاقة الرمزية والفلسفية، بين الإنسان والشجرة، ويبحر بنا في دروب الثقافة، والميثولوجيا الدينية، الكتاب يحتوي على سبعة فصول، تصحبنا الكاتبة في رحلة شيقة مع التاريخ والأساطير والدهشة. تطرح الكاتبة الأسئلة الوجودية، مثل أي شجرة أكل منها آدم؟ ولماذا تحولت إلى رمز للخطيئة؟، وهل التفاح مجرد ثمرة عابرة، أم مدخل للتفسيرات الدينية والفلسفية؟، وتمضي العربي في رصد أثر الشجرة في تكوين الوعي الإنساني، وما أحاط بها من قداسة، وأساطير وأثرها في الحياة اليومية. تتناول الكاتبة تقديس الأشجار في الحضارات الإغريقية والرومانية، وتضاؤل مكانتها مع ظهور المسيحية، ورمزيتها العميقة في القصص القرآني، و تستعرض معانيها في التفاسير الدينية القديمة، وكيف وردت جنات عدن في الإنجيل والقرآن، وتتساءل بسخرية، عن اقتران شجرة التفاح بالمعصية وهل دخل التين والرمان معها دائرة الاتهام. تقول شهرزاد في معرض حديثها عن شجرة التفاح: لم تكن التفاحة يوما وحدها، بل كانت ضمن سردية نباتية كونية، حملت على عاتقها رموز الرغبة والعلم، كما حملت معاني الخطيئة والانعتاق. في الفصل الأخير من كتابها، تلجأ الكاتبة لاستخدام لغة أقرب للشعر، بعد أن وضعت له عنوان: « بوح المحبين ومذاق التفاح»، تلقي فيه بالتفاحة في أحضان العشاق والشعراء، وتوثق كيف تحولت التفاحة من رمز أسطوري للخطيئة، إلى هدية رومانسية يتبادلها العشاق، خصوصا في العصر العباسي، حين كانت بغداد تفوح من بساتينها رائحة التفاح والحنين. الجدير بالذكر أن شهرزاد العربي كاتبة متخصصة في أدب الأطفال، ومهتمة بقضايا المرأة والتراث، وحاصلة على دبلوم دراسات عليا في القانون الجنائي من كلية الحقوق جامعة عين شمس في العام 1990، ولها العديد من الدراسات والأبحاث الأدبية، والمقالات المنشورة في عدد من المجلات والصحف العربية، دار معظمها حول أدب الأطفال وسيكولوجية الطفل وطرق تربيته، وغيرها من القضايا الاجتماعية والتراثية.