سموه يؤكد: نمتلك معا قدرات هائلة على إحداث تغيير إيجابي فضلا عن أن دولنا تعد معا من أكثر أسواق العالم نموا
موارد الطاقة لهذه المجموعة والقوى العاملة بها والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها فـي مجالات التحول المختلفة توفر فرصا استثمارية كبيرة
تعزيز الشراكة فـي مجالات النقل والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا المالية ستثري فرص التجارة والاستثمار والسياحة
السلام الإقليمي الدائم لن يتحقق إلا إذا توقفت «إسرائيل» عن ممارسة سياسة الإبادة الجماعية للفلسطينيين
كوالالمبور ـ «الوطن » والعُمانية:
نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ ترأَّس صاحب السُّمو السَّيد أسعد بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتَّعاون الدّولي والممثل الخاصُّ لجلالة السُّلطان وفد سلطنة عُمان في قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودول رابطة الآسيان، والصين التي عقدت بالعاصمة الماليزية كوالالمبور. وكان في مقدِّمة مستقبلي سُموِّه لدى وصوله مقر انعقاد القمَّة معالي أنور إبراهيم رئيس الوزراء الماليزي. وأكد رئيس الوزراء الماليزي خلال افتتاح القمة على أنها دليلٌ على الالتزام المشترك بتعزيز الروابط القوية بين الجانبين، مشيرًا إلى أنَّ الاستثمارات المتزايدة بين الجانبين عكست الثقة المتبادلة بينهما. وأوضح أن العلاقة بين دول رابطة الآسيان ومجلس التعاون الخليجي ستكون مفتاحًا لتعزيز التعاون بين الأقاليم، وبناءً للمرونة، وضمان الازدهار المستدام، متطلعًا إلى تبادل مثمر للآراء يمهّد الطريق لمبادرات ملموسة ضمن شراكة متنامية ومستدامة. وعبَّر صاحب السُّمو السَّيد أسعد بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتّعاون الدّولي والممثل الخاصُّ لجلالة السُّلطان عن خالص التقدير لحكومة ماليزيا على حفاوة الاستقبال والإعداد والتنظيم الجيد لهذه القمة المهمة، التي تجمع دول منطقة الخليج ومجموعة دول آسيان والصين. وقال سموُّه إنَّ علاقاتنا هي علاقات تاريخية قائمة على القيم والمصالح المشتركة وعلى التعاون والاحترام المتبادل، وقد انعكس ذلك على طريق الحرير العريق وعلى مبادرة الحزام والطريق. وها نحن اليوم نكتب فصلًا جديدًا من فصول الصداقة بين دولنا. وأضاف سموُّه: إننا نمتلك معا قدرات هائلة على إحداث تغيير إيجابي. فقد بلغ تعداد سكان بلداننا ما يزيد عن 2 مليار نسمة، بناتج محلي إجمالي يصل إلى 24 تريليون دولار أميركي، فضلًا عن أنَّ دولنا تُعدُّ معًا من أكثر أسواق العالم نموًّا. كما أنَّ موارد الطاقة لهذه المجموعة والقوى العاملة بها والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها في مجالات التحول المختلفة، توفر فرصًا استثمارية كبيرة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، وهذه المقوِّمات تمكننا من الوفاء باحتياجاتنا من الطاقة في المستقبل، علاوة على أنها تدفع عجلة التنمية المستدامة في بلداننا، وهذا ما نصبو إليه. وقال سموُّه إنَّ تعزيز الشراكة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا المالية ستثري فرص التجارة والاستثمار والسياحة، وسترفع من كفاءة الخدمات والتفاهم عبر الثقافات، علاوة على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتبادل المعرفة والشراكات مع القطاع الخاص بين دولنا. مما سيدفع من وتيرة الابتكار وتوفير فرص العمل بما يمكن شعوبنا من تبوء طليعة المستقبل المستدام بالازدهار والنماء. كما أكد صاحب السُّمو السَّيد أسعد بن طارق آل سعيد أنَّ سلطنة عُمان تدعم بقوة توسيع التجارة وتحريرها بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة جنوب شرق آسيا (الآسيان) والصين. وقال سموُّه إنَّ سلطنة عُمان متفائلة بشأن مستقبل الشرق الأوسط، ولا يسعنا إلا أن نُعرب عن تقديرنا لشركائنا في منطقة الآسيان والصين على دورهم البناء في هذا الصدد. كما أكد سموُّه أنَّ السلام الإقليمي الدائم لن يتحقق إلا إذا توقفت «إسرائيل» عن ممارسة سياسة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وينبغي على المجتمع الدولي وكافة الدول الممثلة في هذه القمة، اتخاذ جميع الخطوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لإنهاء العنف «الإسرائيلي» وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزَّة. وبيَّن سموُّه أنَّ رؤية سلطنة عُمان والغالبية العظمى من دول العالم، تتمثل في دعم السلام العادل والدائم على أساس حلّ الدولتين، الذي يستوجب انسحاب القوات «الإسرائيلية» من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاعتراف الكامل بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة. كما قال سموُّه إنَّ سلطنة عُمان، بصفتها دولة بحرية وصديقة للجميع، منفتحة دائمًا على جميع المبادرات الرامية إلى تعزيز الشراكة بين منطقتي الخليج ومجموعة دول الآسيان والصين، متطلعين على الدوام إلى الترحيب بأصدقائنا وشركائنا، والعمل معهم بروح التعاون والتقدم والبنّاء. من جانبه ألقى سموُّ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد دولة الكويت كلمة أوضح من خلالها أن القمة تأتي لتؤكد أهمية التعاون متعدد الأطراف وبلورة شراكات استراتيجية قائمة على التكامل والتنمية المستدامة والاحترام المتبادل في ظل واقع دولي تتعاظم فيه الحاجة إلى التضامن والتنسيق لمواجهة الأزمات الاقتصادية والتهديدات البيئة والتحولات الجيوسياسية المتسارعة. وأضاف أصبحت العلاقات الخليجية الصينية والعلاقات بين مجلس التعاون والآسيان نموذجين متقدمين للتعاون القائم على تبادل المصالح والخبرات وبناء أطر مؤسسية طويلة الأجل، لافتًا إلى أن انعقاد القمة الخليجية الصينية الأولى في الرياض عام 2022 قد جسدت نقطة تحول استراتيجية أسست لشراكة شاملة تناولت الملفات الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية والتنموية، في حين شكلت قمة الرياض الأولى المنعقدة بين مجلس التعاون ودول رابطة الأسيان انطلاقة ناجحة لرسم ملامح التعاون المتكامل بين الطرفين. وبيَّن أن هذه القمة الثلاثية تأتي لتجسد تطورًا طبيعيًّا لهذا المسار ولتفتح أفقًا جديدًا لتكامل ثلاثي يربط بين منطقتين من أكثر المناطق في العالم ديناميكية وفاعلية في الاقتصاد العالمي وسلاسل القيمة والإنتاج. ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لمواجهة الكارثة الإنسانية المستمرة في غزَّة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ونجدد موقفنا الثابت والداعم لحقوق الشَّعب الفلسطيني وفي مقدمتها دولته المستقلة على حدود عام 67. من جهته أكد رئيس وزراء الصين لي تشيانج في كلمته بقمة دول مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان وجمهورية الصين الشَّعبية على أهمية توسيع الانفتاح الإقليمي والسعي لبناء «سوق» ثلاثي موحد ومتكامل» مشيرًا إلى أن هذا التكامل سيمكّن من إيجاد قوة تنموية تستند إلى الانفتاح والابتكار». وأوضح تشيانج أن عدد سكان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودول رابطة الآسيان، والصين وناتجها الاقتصادي يشكلان ربع إجمالي سكان واقتصاد العالم» مشيرًا إلى أن نجاح الربط بين الأسواق الثلاثة سيوجد فرصًا للنمو والتأثير الاقتصادي». ولفتَ إلى انتهاء الصين و(آسيان) فعليًّا من مفاوضات تحديث النسخة الثالثة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة، معربًا عن أمله في الإسراع بإتمام اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي. وأوضح في سياق كلمته أن التباين في المراحل التنموية بين الدول يمكن تحويله إلى عنصر قوة من خلال الاحترام المتبادل وتنسيق الاستراتيجيات الاقتصادية وتوزيع الأدوار الصناعية». مؤكدًا أن بكين تدعم مبادرة «حوار الحضارات» التي أطلقها رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، الرامية لتعزيز التفاهم الثقافي والعمل على مبادرة «الحضارة العالمية» بما يسهم في بناء شراكة حضارية قائمة على السلم والتنمية. الجدير بالذكر أن القمة استعرضت عددًا من الموضوعات منها خطة العمل المشترك والحوار الاستراتيجي مع الصين وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والتعليم والصحة والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي والابتكار.