وصلَ الرَّئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس إلى مسقط في أول زيارة رسميَّة لسلطنة عُمان والَّتي تأتي لبحثِ المستجدات الإقليميَّة والدوليَّة، وتوطيد العلاقات الطيبة المتجذرة والتَّاريخيَّة بَيْنَ مسقط وطهران انطلاقًا من حرص قيادتَي البلدَيْنِ على تعزيزها وتطويرها. لقد حلَّ الرَّئيس الإيراني ضيفًا عزيزا في سلطنة عُمان وفي زيارة ستضيف لبنة أخرى في صرح العلاقات بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، خصوصًا وأنَّهما يطلان على مضيق هرمز الشريان الحيوي الأهم في المنطقة والعالم، فعلاقات البلدَيْنِ طيبة للغاية، ومسقط حاليًّا هي الَّتي تدير ملف الوساطة بَيْنَ إيران وأميركا بخصوص المفاعل النووي، وهناك مؤشِّرات جيدة في هذه المفاوضات. فالعلاقات العُمانيَّة الإيرانيَّة تتطور وتنمو، والزيارات بَيْنَ قيادتَي البلدَيْنِ مستمرة، وحجم التبادل التجاري ينمو رويدًا رويدًا، ورؤية البلدَيْنِ تجاه قضايا المنطقة واحدة وحيال أزمات العالم. فإيران دولة جارة، ودولة إسلاميَّة، وليسَتْ خارج سياق التحدِّيات الَّتي تواجهها دول المنطقة، فاليوم كُلُّنا نبحث عن الاستقرار، وبالتَّالي فمن المهمِّ والضروري التَّواصُل مع دول الجوار، فالمصالح واحدة وهي تُبنى على التَّفاهم والحوار والقنوات السِّياسيَّة. فنحن اليوم ومن خلال زيارة الرَّئيس بزشكيان، نتطلع إلى المزيد من التَّنمية والاستقرار والسَّلام والازدهار، خصوصًا وأنَّ القيادة الإيرانيَّة بدأت مرحلة جديدة من الانفتاح على العالم مع بروز تحدِّيات استراتيجيَّة تواجهها دول المنطقة والعالم، ومنطق الزمان والتَّاريخ يعطي البلدَيْنِ قوَّة لفك تشابك ملفات المنطقة والعالم، لذا فإنَّ الزِّيارة ذات أهميَّة بالغة وسيكُونُ لها مردودها على مستقبل علاقات إيران مع دول المنطقة والغرب خصوصًا وأنَّ مسقط وإيران تربطهما علاقات ثنائيَّة وثيقة وتقدير واحترام متبادل رسَّختها مبادئ الدِّين والأُخوَّة وحُسن الجوار خلال السَّنوات الماضية. فالزِّيارة الرسميَّة للرَّئيس الإيراني ستحمل أهدافًا كبيرة وكثيرة؛ لكونها تأتي في وقت مهمٍّ جدًّا مع تجدد العواصف بالمنطقة والعالم خصوصًا وأنَّ دول المنطقة مستهدفة وهو ما يفرض علينا الالتفات إلى هذا الخطر، بل المخاطر المتعددة. والحقيقة أنَّ عُمان وإيران متفقتان على الدوام في الكثير من الأمور المشتركة لعلاقاتهما الراسخة والمتينة، والرُّؤية المشتركة حيال القضايا المختلفة، ومن هنا فنحن واثقون أنَّ الزِّيارة والعلاقات بَيْنَ البلدَيْنِ سوف تدخل مرحلة جديدة من التَّعاون الثنائي، على أمل أن تنجح الوساطة العُمانيَّة في فكِّ اللغز بَيْنَ الجانبَيْنِ الإيراني والأميركي وإنهاء الخلافات الجوهريَّة الَّتي تتعلق بالملف النووي لطهران.. ويعيش الجميع في أمن واستقرار.. والله من وراء القصد.
د. أحمد بن سالم باتميرا