الجزائرـ العُمانية: صدر عن دار أدليس للنشر والتوزيع بالجزائر، كتابٌ بعنوان (اللُّغة العربيّة في الاستعمال الشّعري.. من المجاز إلى قوّة الإنجاز)، للباحث رياض بوبسيط. وقال الباحث رياض بوبسيط: يعود الفضلُ في كلِّ ما وصلت إليه القصيدة، كفنٍّ أدبيٍّ وتعبيريّ، إلى اللُّغة، بكلِّ عناصرها، وتشكِّلاتها، وتقنياتها، وظواهرها، حيث إنّها تقوم دومًا بإلباسِ المعنى ما يحتاجه من صفات الجمال والاستقامة، ولا يمكن للفكر الشعريّ أن يتجسّد لولا لغة تحتوي رؤاه وتهتمُّ بأبعادها الفنيّة، والدلاليّة، والبلاغيّة، وخاصة الإيحائيّة؛ فالشّعرُ لا يحبُّ المباشرة والتقرير. كما أنَّ اللّغة تتجدّد، وهي في تطوُّر مستمرّ، يجعلُها قادرة على استيعاب التجارب الشّعرية، بكلّ عواطفها، وخبراتها، ومواقفها، ونظرتها إلى الفنّ، والحياة، والجمال، ولم تكن عاجزة يومًا أمام معنى من المعاني، وهي لا تنضبُ عن منح الشّاعر فرص التحديث، والتجديد، بما يتيح له من تِقنياتها وآلياتها في الكتابة، وتصوير المعنى، تصويرًا مجازيًّا يُميّزه الإيجاز، والإيحاء، والتضمين، والمبالغة، والتأويل، والمخاطبة، والتنبيه، والتساؤل. وأضاف: إن اللّغة، وهي في الاستعمال الشّعري، فريدة من نوعها، إذ تتحرّر من كلّ القواعد والضوابط النحوية، فتصبح مرنة التخيّيل، مدهشة المعنى، راقية التشكيل، وهنا نقول إنَّ اللّغة في استعمال الشّعر كثيرةُ المجاز، قويّة الإنجاز. ويُدلّل الكتاب على ذلك بتقديم مقاربة نقديّة في نماذج مختارة من الشّعر الأفريقي، إذ يؤكّد المؤلّف، أن استمراره لتجربته النقديّة التي بدأها منذ خمس سنوات، استأنف مشروعه المهتمّ بنقد الشعر، وتحليل رسائله، والبحث في جمالياته الشكليّة، والمضمونيّة، بالإعلان عن دراسة جديدة أشرفت دار أدليس للنشر والتوزيع، على تصميمها، ومراجعتها، وإصدارها، مبينًا أنه من خلال هذه التجربة توسّع معرفيًّا، وجغرافيًّا، معرفيًّا لأنه تناول فيها جوانب جديدة تختصر قدرة الشُّعراء على امتلاك ناصية اللُّغة وجغرافيًّا لأنه شمل بالتحليل والاستشهاد قصائد أفريقية لشعراء من تشاد، ومالي، والسنغال، وإريتريا، وليبيا، والسودان، وموريتانيا، والجزائر.
