دمشق ـ «الوطن»:
تصدر قريباً عن دار (نون) للنشر والطباعة في تركيا رواية جديدة للروائي والصحافي السوري غيث حمّور، تحمل عنواناً لافتاً (ثورة القوارض). يقول حمور عن روايته: (كتبتها بحبر السخرية وغضب الواقع، ونسجتها من خيوط العبث والتمرد ، هي ليست عن القوارض فقط، بل عنّا جميعاً حين نُحاصر ونتحول إلى ما كنا نخافه). ووفق الناشر، فإن الرواية تذكّر بفيلم أميركي عرض في ستينيات القرن الماضي اسمه (العصافير) وهو للمخرج الإنكليزي الشهير (ألفريد هيتشكوك) ومضمونه أن الطبيعة تثأر لنفسها من الإنسان الذي أفسد مراكز أنسنته، كما حدث لكل من (الكنيسة) و(المدرسة) و(القضاء)، إذ هاجمت الطيور القائمين عليها. ولعل الكاتب أراد للأطفال أن يقرؤوا الرواية، إذ هم على عتبة مستقبل مجهول فلا بد من معرفة عالمهم ونوازع الإنسان الشريرة. فعلى ذلك تكون دافعاً للتعمق بالعلم وبمعرفة أوسع عن تصرفات بني الإنسان اليوم ولعله أيضاً ينطلق من قراءة واقع الإنسان اليوم وما يرتكبه بحق الإنسان الآخر. كما تقارن الرواية بين الإنسان والحيوان، فالإنسان يقتل للرغبة في القتل ولدوافع السيطرة، بينما الحيوان لا يقتل إلا حفاظاً على حياته، أي حين الجوع. ويبدو أن الروائي مسكون بحال البشرية كلها فتراه قلقاً عليها، فعينه تنظر إلى عمق هذا الكون الذي يراه متشابهاً على نحو أو آخر بين كائناته من جهة والإنسان الذي وصل إلى ذرا المعرفة أو كاد. فقد حلق الإنسان بعيداً في فضاء الكون الواسع واكتشف بعضاً من أسرار بنيته الدقيقة وعلاقات بعضها ببعض؛ العلاقات القائمة على التناقض، والنمو، والتحول في الوقت نفسه، فلا شيء باق على حاله. وأن عناصر القوة قد تنتقل من مكان إلى آخر، وقد تغدو الأقلية أكثرية والضعف في جهة ما يتحول إلى القوة، فلا يأمن القوي على سلامته دائما، بل لا يأمن على سلامة العالم كله بإنسانه وحيوانه وكل ما فيه من روائع وقيم تجعله أكثر جمالا ومتعة. على هذا تكون دعوة الكاتب الضمنية إلى العيش بأمن وسلام ليوقظ إبداعه.