الأحد 25 مايو 2025 م - 27 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

أصداف : حافَّة الدمار

أصداف : حافَّة الدمار
الأحد - 25 مايو 2025 05:33 م

وليد الزبيدي

لم يتفاجأ العالَم بخبر الصَّاروخ الصِّيني الَّذي تسرَّبتْ معلومات محدودة عَنْه، لكنَّها في غاية الأهميَّة، وسبب ذلك أنَّ التطوُّرات الهائلة في عالَم التقنيَّات والذَّكاء الاصطناعي والحروب السيبرانيَّة تشي بظهور الكثير من الخطير الَّذي يتَّجه بقوَّة نَحْوَ الأخطر. هذا الصَّاروخ الصِّيني ـ حسب المعلومات ـ يضرب أيَّ هدف على الأرض خلال (30) دقيقة، وسرعة سيره هائلة وغير مسبوقة على الإطلاق، وهنا أنقل مواصفاته (ينطلق بسرعة (21,000) كيلومتر في السَّاعة، كما يتميَّز بقدرته على تفادي جميع أنظمة الدِّفاع الجويَّة). السِّباق قائم بَيْنَ الولايات المُتَّحدة والصِّين في مجال التقنيَّات السلميَّة والحربيَّة، وبِدُونِ شكٍّ فإنَّ الطرفيْنِ يتبارزان في السِّر ثمَّ سرعان ما يكشف أحد الأطراف تفوُّقه، لنكتشفَ بعد فترة وجيزة أنَّ ـ الخصم ـ قد كشف عن منتجه وبقدرات تفوق تلك الَّتي تمَّ الإعلان عَنْها.. على سبيل المثال، عِندَما كشفتْ شركة openai عن عملاق الذَّكاء الاصطناعي chatgpt وما أثاره من اهتمام عالَمي واسع، وسارع مئات الملايين من النَّاس للانضمام إِلَيْه واستخدامه، حتَّى أنَّ الرَّقم لعدد الَّذين حمَّلوا التطبيق قد شكَّل سابقة في عالَم التقنيَّات الحديثة، واعتقد الكثيرون أنَّ هذه الطفرة التقنيَّة الأميركيَّة لن يلحقَ أحَد بها من الدول المنافسة، فما يقدِّمه من خدمات توليديَّة أذهلتِ الخبراء والبسطاء على حدٍّ سواء. وتصوَّر الكثيرون أنَّ الحدث قد فاجأ الكثيرين بما في ذلك القطب المنافس (الصِّين)، وانشغلتِ النَّاس بالبحث عن مزايا البرنامج وكيفيَّة توظيفه لتحقيقِ منجزات على مستوى الأفراد والشركات، وإذا بالصِّين تفاجئ العالَم ببرنامج deepseek الَّذي ينافس المنتج الأميركي، وما أذهل العالَم أنَّ الطَّرف الصِّيني قد وظَّف مبلغًا يكاد لا يُذكر في هذا البرنامج (ستَّة ملايين دولار) مقابل ستَّة مليارات دولار لبناء وإطلاق البرنامج الأميركي، هذا الأمْر فاجأ الجميع، ورفع الكثيرون القبَّعة للعقول الصينيَّة الَّتي تمكنتْ من تخفيف حجم الإعجاب بالعقليَّة الأميركيَّة، ونقل ذلك الإعجاب للعقليَّة الصينيَّة. بِدُونِ أدنى شكٍّ أنَّ المختبرات الحربيَّة الأميركيَّة تعمل على إنتاج صاروخ مشابه ورُبَّما يتفوق على ما أنتجته الصِّين وتمَّ الكشف عَنْه مؤخرًا، وبالتَّأكيد ستكُونُ مواصفات الصَّاروخ الأميركي مذهلة وستُثير إعجاب العالَم بهذا وذاك، لكن وفي واقع الحال يُمكِننا القول إنَّ النَّتائج الَّتي تسعى تلك الصواريخ لتحقيقِها، لن تتوقفَ عِندَ حدود حفظ التَّوازن الدّولي كما حصل في سباق التسلُّح التَّقليدي خصوصًا في حقبة الحرب الباردة، وسبب ذلك أنَّ مختبرات الذَّكاء الاصطناعي تستطيع تقليد المنتَجات بسهولة، وخير مثال على ذلك، ما يحصل في تصنيع وإنتاج الطَّائرات المسيَّرة، والَّتي يصعب التكهُّن بنَوْعيَّة الأجيال القادمة مِنْها، وقد تظهر في قرية بأقصى الأرض أو عاصمة لم يتوقع أحَد دخولها صراعات القرن الحادي والعشرين. لن يتوقفَ التنافس في إنتاج الأسلحة الفتَّاكة بتوافر أدوات الإنتاج والعقول المسخَّرة لهذا النَّوْع من المنتجات.

وليد الزبيدي

كاتب عراقي

[email protected]