الأحد 25 مايو 2025 م - 27 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

التجويع جريمة تستخدمها «إسرائيل» لجريمة أكبر

التجويع جريمة تستخدمها «إسرائيل» لجريمة أكبر
الأحد - 25 مايو 2025 05:31 م

هيثم العايدي

حتَّى كِتابة هذه السُّطور كان عدد ضحايا جريمة التَّجويع الَّتي يرتكبها الاحتلال «الإسرائيلي» بحقِّ الفلسطينيِّين في قِطاع غزَّة بلغ (58) فلسطينيًّا توفوا بسبب سُوء التَّغذية، و(242) آخرين بسبب نقص الغذاء والدَّواء، مُعْظمهم من كبار السِّن والأطفال وذلك خلال (80) يومًا من حصار «إسرائيلي» متواصل للقِطاع، الأمْر الَّذي يدفع بضرورة تسليط الضَّوء على هذه الجريمة الَّتي يسعى الاحتلال من خلالها إلى تحقيق جريمة أكبر وهي التَّهجير القسري للفلسطينيِّين. وهذه الجريمة الَّتي ترتكبها «إسرائيل» بشكلٍ يومي ومتواصل لا يوجد لها أيُّ تبرير من المبرِّرات الَّتي يُسوِّقها الاحتلال للتَّغطية على الأعداد الكبيرة من الضَّحايا جرَّاء الغارات، حيثُ إنَّها جريمة واضحة لا لبسَ فيها تتحملها «إسرائيل» بشكلٍ كامل حيثُ إنَّ القانون الدّولي يلزم «إسرائيل» بالمسؤوليَّة عن توفير وسائل الإعاشة لسكَّان القِطاع باعتبار أنَّ «إسرائيل» قوَّة احتلال. كما أنَّ القانون الدّولي يُصنِّف استخدام التَّجويع سلاحًا جريمةَ حربٍ، حيثُ تتضح أركان هذه الجريمة من خلال الإصرار «الإسرائيلي» على منع دخول المساعدات الغذائيَّة والدوائيَّة واستهداف الأراضي الزراعيَّة والمزارعين، وكذلك الصيَّادِين في البحر وتدمير موارد المياه الصَّالحة للشُّرب، وكذلك محطَّات الكهرباء والصَّرف الصحِّي ومعاملتها معاملة الأهداف العسكريَّة، بالإضافة إلى الحصار الشَّامل الَّذي يمنع دخول البضائع الأساسيَّة مثل الحليب والطَّحين. وهذا الحصار «الإسرائيلي» المتزامن مع العدوان المتواصل فاقمَ من استحالة الحياة في القِطاع، حيثُ إنَّ أكثر من (90%) من سكَّان غزَّة يواجهون انعدامًا حادًّا للأمن الغذائي والأطفال يُعانون من سُوء تغذية حادٍّ ونقصٍ في الفيتامينات ومستشفيات كثيرة توقَّفتْ عن العمل بسبب نقص الوقود والغذاء. وحتَّى مع الضَّغط الدّولي الَّذي دفع «إسرائيل» إلى الإعلان عن السَّماح بدخول المساعدات فإنَّ هذا الإعلان يرتقي إلى مصاف الكذب، حيثُ إنَّ المفوض العامَّ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيِّين (أونروا) فيليب لازاريني صرَّح بأنَّ ما يصل من مساعدات إلى قِطاع غزَّة مجرَّد «إبرة في كومة قش»، مؤكدًا أنَّ قِطاع غزَّة لا يزال يعاني من أزمة إنسانيَّة وإغاثيَّة كارثيَّة، كما أنَّ أقلَّ ما يحتاجه الفلسطينيون في القِطاع (500-600) شاحنة يوميًّا تُدار من خلال الأُمم المُتَّحدة، بما في ذلك الأونروا». أمَّا عن ترويج الاحتلال لقيامه بتوزيع المساعدات فترَى الأونروا أنَّ هدفها عسكري يتمثل في إفراغ شمال القِطاع من سكَّانه، عَبْرَ تحويل مدينة رفح جنوبًا، إلى مركز رئيسٍ لتوزيع الإغاثة، وجلب طالِبي المساعدات إِلَيْها. لِيضعَ ذلك من عمليَّة توزيع المساعدات نَفْسها سلاحًا بِيَدِ «الإسرائيلي» لهدفه الرَّئيس المتمثل في جريمة أُخرى هي التَّهجير القسري للفلسطينيِّين.

هيثم العايدي

كاتب صحفي مصري

[email protected]