بعد نقاشات شكَّلتْ فضاء علميًّا وفكريًّا عمَّق الفَهْم المعاصر للدَّوْر الاستراتيجي الَّذي تضطلع به المتاحف في التَّنمية السِّياحيَّة المستدامة، خرج المؤتمر الدّولي (المتاحف ودَوْرها في التَّنمية السِّياحيَّة) بجملة من التَّوصيات الَّتي ترسِّخ من دَوْر المتاحف في الإدارة المتكاملة للتُّراث الثَّقافي بما يعمل على ضمان استدامة واستمراريَّة هذا التُّراث، وتعظيم الاستفادة مِنْه من مختلف الجوانب الثَّقافيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة. وقد وضعتْ هذه التَّوصيات من التَّوثيق الرَّقمي، والرِّواية الشَّفهيَّة، والشَّراكات المؤسَّسيَّة عناصر أساسيَّة تعمل على تكريس المتحف بوصفه ذاكرة حيَّة، ومحركًا للتَّنمية السِّياحيَّة والثَّقافيَّة المستدامة. فالتَّوثيق الرَّقمي يعمل على توفير أدوات وتقنيَّات حديثة لحفظِ التُّراث، وتسهيل الوصول إِلَيْه وإدارته، أمَّا الرِّواية الشَّفهيَّة فهي تعمل ليسَتْ فقط وسيلةً لنقلِ المعرفة، بل هي ركيزة أساسيَّة لِفَهْم الهُوِيَّة الثَّقافيَّة وحفظ التَّاريخ من منظور المُجتمعات المحليَّة مع حفظ عناصر مثل العادات والطُّقوس واللَّهجات المحليَّة. أمَّا الشَّراكات المؤسَّسيَّة فهي تُتيح توحيد الجهود، وتبادل الموارد والخبرات، حيثُ يتجلَّى هنا دَوْر التَّكامل بَيْنَ المؤسَّسات الحكوميَّة والمؤسَّسات التَّعليميَّة والبحثيَّة والقِطاع الخاصِّ والمنظَّمات الدّوليَّة ممَّا يؤدِّي إلى إدارة أكثر فاعليَّة واستدامة للتُّراث الثَّقافي.
المحرر