الجمعة 23 مايو 2025 م - 25 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

كارثة القطاع أكثر من منطقة منكوبة

كارثة القطاع أكثر من منطقة منكوبة
الأربعاء - 21 مايو 2025 05:45 م

علي بدوان

160

لم تتعرضْ بقعة أرضيَّة صغيرة المساحة من أرض المعمورة لا تتجاوز (360) كيلومترًا مربَّعًا؛ لحجمِ الحمم النَّاريَّة والقصف الجوِّي بالطَّيران الحربي، والبَرِّي بالمدافع والدبَّابات كما تعرَّض قِطاع غزَّة، تلك الحمم النَّاريَّة الَّتي أُلقيتْ حتَّى الآن، وتُعادل تقريبًا أربع قنابل من القنبلة الواحدة الَّتي تمَّ إلقاؤها على مدينتَي (هيروشيما) و(ناجازاكي) من قِبل الولايات المُتَّحدة على اليابان نهاية الحرب العالَميَّة الثَّانية في آب/أغسطس 1945. ومنذُ بدءِ الحرب الدَّمويَّة على القِطاع والشَّعب الفلسطيني شِبه الأعزل، تُشير الإحصائيَّات إلى أكثر من (172) ألفَ شهيدٍ وجريح فلسطيني، غالبيَّتهم من النِّساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من (11) ألفَ مفقودٍ، ضِمْن جرائم الإبادة الجماعيَّة. المكتب الإعلامي الحكومي في قِطاع غزَّة، أكَّدَ في معلوماته المُوَثَّقة أنَّ «الجيش الإسرائيلي» ألقَى أكثر من مئة ألف طن من المُتفجِّرات على القِطاع منذُ بدءِ العدوان في السَّابع من أكتوبر/تشرين الأوَّل 2023، ما أسفَر عن استشهاد وفقدان أكثر من (62) ألفَ فلسطينيٍّ، في واحدة من أكثر الحروب دمويَّة في تاريخ المنطقة والعالَم قياسًا للمساحة وعدد السكَّان في منطقة ضيِّقة المساحة، يُقِيم فوق أرضها أكبر كثافة سكَّانيَّة في العالَم (مليونَيْنِ وربع تقريبًا). لقَدِ ارتكبَ الاحتلال وجيشه الفاشي أكثر من (12) ألفَ مجزرةٍ، بَيْنَها (11,926) استهدفتِ العائلات الفلسطينيَّة، ما أدَّى إلى إبادة (2,200) عائلة ومسح (6,350) فردًا من السِّجلَّات المَدَنيَّة. فيما بقي أكثر من (10) آلاف فلسطيني ما زالوا تحت الأنقاض، في وقتٍ سرقَ فيه «الجيش الإسرائيلي» جثامين (2,300) شهيد من مقابر القِطاع، وأقام سبع مقابر جماعيَّة داخل المستشفيات، تمَّ انتشال (529) جثَّةً مِنْها حتَّى الآن. وفي ظلِّ انهيار شِبه كامل للبنية الصحيَّة، سجَّل قِطاع غزَّة أكثر من (2.1) مليون إصابة بأمراض مُعْدية، من بَيْنِها أكثر من (71) ألفَ حالة التهاب كبد وبائي، نتيجة النُّزوح القسري وتدمير المَرافق الطبيَّة. كما دمَّر الاحتلال (38) مستشفى و(81) مركزًا صحيًّا، واستهدف (144) سيَّارة إسعاف و(54) مَركبة دفاع مَدَني. على صعيد البنية الدِّينيَّة والمَدَنيَّة، وثَّق التَّقرير الحكومي في القِطاع، تمَّ تدمير (828) مسجدًا كُليًّا و(167) جزئيًّا، إلى جانب ثلاث كنائس و(19) مقبرة. وفي إطار سياسة الحصار والتَّجويع، استهدفتِ القوَّات «الإسرائيليَّة» (66) منشأةً إغاثيَّة، ومنعتْ دخول (37,400) شاحنة مساعدات ووقود منذُ إغلاق المعابر قَبل أكثر من شهرَيْنِ. عدا عن الانهيار غير المسبوق في البنية السكنيَّة، حيثُ دُمِّر نَحْوُ (210) آلاف وحدة سكنيَّة بالكامل، وتضرَّرتْ (110) آلاف بشدَّة، و(180) ألفًا بشكلٍ جزئي، ما أدَّى إلى تشريد (280) ألفَ أُسرةٍ. وأضاف أنَّ أكثر من مليونَي نازح يعيشون في ظروف غير إنسانيَّة، بعد تضرُّر (113) ألفَ خيمةٍ باتَتْ غير صالحة للسَّكن. بمعنى حتَّى الخيام أحرقتْ وتمَّ استهدافها خصوصًا في أيَّام الشِّتاء في عامَيْنِ متتاليَيْنِ. وفي قِطاع التَّعليم، استهدف كُلّ منشآت ومدارس وكالة (أونروا) وعددها عدَّة مئات من المدارس، فحُرم (785) ألفَ طالبٍ وطالبةٍ من التَّعليم، في حين استشهد أكثر من (13) ألفَ طالبٍ و(800) مُعلِّم.

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب دمشق ـ اليرموك [email protected]