الثلاثاء 13 مايو 2025 م - 15 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

إصدارات عمانية جديدة تتنوع بين الدراسات النقدية والشعر والعلاقات الدولية

إصدارات عمانية جديدة تتنوع بين الدراسات النقدية والشعر والعلاقات الدولية
الاثنين - 12 مايو 2025 02:39 م


مسقط ـ العُمانية: يستعرض كتاب (أراجيح تتأمل صورتها في النبع) ملامح النتاج الثقافي الموجّه للطفل في سلطنة عُمان، عبر مجموعة من الدراسات النقدية التي تتناول قضايا السرد القصصي، ومسرح الطفل، والمبادرات الثقافية، والإبداع القصصي الموجّه للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويأتي الكتاب، الصادر عن مؤسسة بيت الزبير، ضمن الجهود الأكاديمية لتعزيز مسارات الكتابة الأدبية والفنية الموجّهة للطفولة، وتوثيق تجارب الكُتّاب العُمانيين في هذا المجال، بما يعكس اهتمام سلطنة عُمان بالطفل كعنصر فاعل في بناء المجتمع المعرفي. تفتتح خلود البوسعيدية الكتاب بدراسة عن (الفضاء السردي في القصة المُوجَّهة للطفل) عبر قراءة تحليلية في قصص الكاتبة بسمة الخاطرية، مبيّنة دور الفضاء السردي في توجيه الطفل نحو القيم الأخلاقية والتربوية. أما نورة الهاشمية فتقدّم دراسة بعنوان (المبادرات الثقافية الموجّهة للطفل)، متناولة نموذج برنامج (هيا نقرأ) لجمعية العطاء الخيرية، مؤكدة أهمية دعم المبادرات المجتمعية المعززة لثقافة الطفل وتوسيع نطاقها المؤسسي والإعلامي. ويتناول الدكتور محمود كحيلة تجربة مسرح الطفل العُماني، منوّهًا بأهمية تعزيز المحتوى الموجّه للطفل من خلال لجان تربوية متخصصة، وضرورة اعتبار المسرح الطفولي ركيزة ثقافية وإنسانية في منظومة الأمن الاجتماعي. وفي دراسة تحليلية لقصص الأطفال في سلطنة عُمان، يوثق محمد شمشاد عالم القاسمي المراحل التاريخية التي مر بها هذا النوع الأدبي منذ عام 1992، ويعرض محطات تطوره عبر ثلاث مراحل رئيسة: الأولى مرحلة التأسيس 1992-1996، والثانية مرحلة ما بعد التأسيس 1996-2006م، والثالثة هي المرحلة المعاصرة منذ 2007 حتى الآن.

وفي محور آخر، يعرض يونس بن علي المعمري دراسة بعنوان (التحدي والاستجابة في القصص الموجّهة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة)، مقدّمًا توصيات تعزز حضور هذه الفئة في الخطاب القصصي، وتدعو للاهتمام بالجانب الفني والنفسي في معالجة القضايا المطروحة.

وتتوقف ليلى عبدالله عند (صناعة شخصيات قصص الأطفال في زمن الألفية) من خلال نموذج الكاتبة أمامة اللواتية، مبيّنة الطابع الجاد والناضج لشخصياتها، بما يعكس رؤية موجهة ورسالة تربوية واضحة. ويُسهم الباحث التونسي الراحل الدكتور محمد الغزي بدراسة حول (الواقعية الخرافية) في مسرح عبد الرزاق الربيعي، موضحًا تفاعل نصوصه مع التراث الشعبي برؤية تجديدية تتجاوز النقل إلى إعادة التوليد الفني. وتختتم شيخة عبدالله الفجرية الكتاب بدراسة عن (بائع الحكايات في عُمان قديمًا)، داعية إلى إجراء مسح شامل للحكايات العُمانية الشفهية وتصنيفها وتوظيفها في الإنتاج الدرامي المعاصر، بما يحفظ الذاكرة الشعبية ويثري المحتوى الثقافي الوطني. كما أصدرت الباحثة العُمانية خالصة بنت خليفة السعدية دراسة نقدية بعنوان (شعرية اللغة في القصة العُمانية القصيرة)، تناولت من خلالها تجليات الشعرية في عدد من الأعمال القصصية الحديثة، محاولةً الوقوف عند تحوّلات اللغة السردية لدى جيل من كتّاب القصة القصيرة في سلطنة عُمان. الكتاب، الذي صدر عن مؤسسة بيت الزبير، يُعدّ من أوائل الدراسات الأكاديمية التي تتناول موضوع (الشعرية) في القصة العُمانية القصيرة برؤية تحليلية ومنهجية، مسلّطًا الضوء على نماذج مختارة من أعمال الكاتبين العُمانيين سليمان المعمري وعبدالعزيز الفارسي، انطلاقًا من تطوّر هذه الظاهرة اللغوية في منجزهما الإبداعي. وقد قُسِّم الكتاب إلى أربعة فصول، ناقش الأول منها (حضور الشعرية) من خلال قراءة في المفاهيم النظرية لدى النقاد القدامى والمحدثين، كأرسطو وعبد القاهر الجرجاني وحازم القرطاجني، مرورًا بآراء منظري (الشعرية) المعاصرة كياكوبسون، وجان كوهن، وتودوروف، وانتهاءً بتحديد الإطار الأنسب لتأطير الظاهرة محل الدراسة في السياق العُماني. أما الفصل الثاني فسلّط الضوء على (لغة العتبات) كالعناوين، والتصدير، والإهداء، والاستهلال، مُبرزًا كيف تشكّل هذه العتبات أول مدخل لقراءة الشعرية في النص، فيما ركّز الفصل الثالث على (لغة الأسلوب)، متناولًا ظواهر لغوية مثل التكرار، وتتابع الأفعال، وحذف أدوات الربط، لإيصال الخبر واختزال زمن التلفظ للإسهام في بناء الإيقاع الداخلي للنص. وفي الفصل الرابع، تطرقت الدراسة إلى (لغة الصورة الشعرية)، من خلال تحليل أنواع التشبيه والرمز والمجاز في نصوص الكاتبين، مشيرة إلى ميل الكتّاب إلى المزج بين التعبير البسيط والصورة المركّبة، بما يعكس تطورًا في الذائقة الفنية واختلافًا في البنية اللغوية من مجموعة إلى أخرى. وصدر عن دار الفلق للنشر والتوزيع بالمملكة المتحدة مؤخرًا كتاب جديد للكاتب العُماني الدكتور عبدالناصر بن أحمد العبري بعنوان (الأمن والعلاقات الدولية: رؤية استراتيجية)، في إضافة نوعية إلى المكتبة العربية في مجالي الأمن والدراسات الدولية. يُعيد المؤلف في إصداره الجديد تقديم مفهوم الأمن القومي ضمن إطار تحليلي شامل يأخذ بعين الاعتبار التحولات المتسارعة في البيئة الجيوسياسية والتكنولوجية العالمية.

يأتي الإصدار في ظل واقع دولي متقلب يشهد تغيرًا في موازين القوى وصعود تهديدات غير تقليدية مثل الأمن السيبراني، والإرهاب العابر للحدود، والأوبئة العالمية، والتحولات المناخية، ما يجعل إعادة فهم الأمن القومي أمرًا بالغ الأهمية لصناع القرار والمحللين الاستراتيجيين. ويُقدّم الكتاب معالجة شاملة لمفاهيم الأمن القومي من خلال دمج البعدين النظري والتطبيقي، مع استعراض لنظريات العلاقات الدولية الحديثة، وتحليل لعدد من الأزمات الجيوسياسية التي تشكّل ملامح النظام العالمي الجديد، ويركز على التحديات التي تواجه الدول النامية، وخاصة في الجنوب العالمي، في ظل التنافس بين القوى الكبرى.