أخبرت العصفورة زرقاء أطفالها بأنها ستذهب للبحث عن طعام، وأوصتهم بأن يبقوا هادئين لحين عودتها، فأجابوها بأنهم سيفعلون ذلك.
بعد ذهاب الأم هبت ريح عاتية وسقط العش، أما الأطفال فقد حملتهم الريح بعيدا عن المكان، وتاهوا ولم يعرفوا طريق العودة.
عندما عادت العصفورة وجدت العش قد تناثر وسقط في الأرض حينها شعرت بأن أطفالها قد ماتوا أو تاهوا وقامت بالبحث عنهم. لم تكل ولم تمل أبدا، لكن ماذا حدث للأطفال يا ترى؟
وصل الأطفال إلى الغابة القريبة وهناك وجدهم ملك الغابة الأسد وقد أشفق عليهم وقام بحمايتهم ووضعهم بجانبه.
مر الثعلب بجانبهم ولفته وجود صغار العصافير بجانب الأسد ففكر في خطة تجعلهم فريسة له يتسلى بها حتى وقت الغداء، فخطرت في باله فكرة، واقترب من الأسد قائلاً له: أريد أن أساعدك في رعايتهم وإطعامهم والحفاظ عليهم من الأعداء.
قال له الأسد: حسناً موافق، ولكن انظر خلفك ها هو الكلب أتى يريد أن يساعدنا أيضاً في رعاية الأطفال.
فزع الثعلب وفر هارباً قائلاً: كنت أمزح معك لا أريد أن أساعدك في رعايتهم، وركض هاربا بعيدا.
في تلك اللحظة كانت العصفورة تبحث عن صغارها، فأخبرتها الحيوانات أنهم رأوا مع الأسد عصافير صغيرة.
شعرت بالخوف وطارت مسرعة إلى بيت الأسد، وتقدمت بجرأة وشجاعة إليه تسأله عما حدث، فأخبرها بأنه وجدهم تائهين وقام بحمايتهم حتى يجدوا أمهم.
حمدت العصفورة الله تعالى على لطفه، وشكرت الأسد على حماية أطفالها وإنقاذه لهم.
................
القصة نتاج حلقة (أتخيل وأكتب) التي أقيمت في مكتبة حبر في شهر فبراير الماضي وقدمتها الكاتبة بدرية البدري