الجمعة 09 مايو 2025 م - 11 ذو القعدة 1446 هـ

مع استمرار حرب الاحتلال .. ارتفاع معدلات سوء المعيشة فـي فلسطين

مع استمرار حرب الاحتلال .. ارتفاع معدلات سوء المعيشة فـي فلسطين
الأربعاء - 07 مايو 2025 12:02 م

علي بدوان

20

في مسحة وقراءة سنويَّة مُختصرة، قد تكُونُ تزامنتْ مع عيد العمَّال العالَمي، من المُهمِّ أن نُلقيَ نظرة على وضع النَّاس واليَدِ العاملة في فلسطين، في ظلِّ المعاناة اليوميَّة الَّتي لا تتوقف بحياة النَّاس المعيشيَّة اليوميَّة في مناطق القدس والضفَّة الغربيَّة. عدا عن قِطاع غزَّة الَّذي تندرج معاناة النَّاس على أرضه بوضعٍ خاصٍّ استثنائي، تحت نار الاحتلال والعدوان المستمر، والشّح في توافر مُقوِّمات الحياة نتيجة تحكُّم سُلطات الاحتلال بدخول المساعدات المُقدَّمة من المُجتمع الدّولي والهيئات الأُمميَّة والمنظَّمات الإنسانيَّة نتيجة إمساكها بالمعابر والتَّحكُّم بها، ومِنْها مَعبَر رفح العربي أصلًا (المصري الفلسطيني). فكيان الاحتلال، وكما باتَ معروفًا، إضافة لاستخدام القوَّة العسكريَّة الفائقة ضدَّ شَعبٍ شِبه أعزال، يستخدم المساعدات الإنسانيَّة سلاحًا ضدَّ المَدَنيِّين، ويبتز بها شَعبًا كاملًا. فالتَّجويع «سياسة إسرائيليَّة ممنهجة» وهو جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي. فلم تدخلْ أيُّ إمدادات إنسانيَّة أو تجاريَّة إلى غزَّة منذُ نَحْوِ شهريْنِ ومخزونات الطَّعام على وشك النَّفاد والمساعدات الضَّخمة لا تزال عالقة على الجانب المصري خارج غزَّة. وآلاف الأطفال يقتلون أو يصابون بجروح خطيرة والمجاعة تهدِّد حياة الآلاف بسبب الحصار الظَّالم. والأمراض تتفشَّى بسبب تدمير المستشفيات ونقصان الأدوية. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أشار وفي رصد معدَّلات البطالة، أكَّدَ ارتفاع معدَّلها في قِطاع غزَّة إلى (68%) خلال الرُّبع الرَّابع من عام 2024. فيما بلغتْ أعداد العاطلين عن العمل في الضفَّة الغربيَّة بلغ (313) ألفًا. مِنْهم (74%) من فئة الشَّباب باتوا خارج نطاق التَّعليم والتَّدريب وسُوق العمل، وهو ما يعني المزيد من المصاعب في حياة النَّاس اليوميَّة. إذًا، هناك تفاقم في الأوضاع الاقتصاديَّة للعمَّال وأُسرهم بشكلٍ عامٍّ، خصوصًا في قِطاع غزَّة. ويأتي الواقع الصَّعب في الأرض المحتلَّة عام ١٩٦٧ في وقت تستمرُّ وتستعر حروب نتنياهو وحكومة اليمين فوق الفاشي من قِطاع غزَّة إلى الضفَّة الغربيَّة والقدس. إلى لبنان. إلى سوريا... وجاءت مؤخرًا تصريحات نتنياهو حَوْلَ ما أسماه «الانتصار الحاسم» و»تفكيك البنى في مدينة رفح» في محاولات يائسة للتَّغطية على فشل جيشه في قِطاع غزَّة، وتعكس جنون الهزيمة ووهم الانتصار الزَّائف في ظلِّ صمود الشَّعب الفلسطيني ومقاوَمته. وفق ما أشار إِلَيْه الأخ عزت الرشق صباح السبت الأوَّل من أيار/مايو ٢٠٢٥ في بيانٍ رسمي. فمقاوَمة الشَّعب الفلسطيني، بكُلِّ الإشكال والأنماط والأساليب الممكنة والمتوافرة، ماضية ومتواصلة حتَّى دحر الاحتلال، وأنَّ مدينة رفح الَّتي يتباهى الاحتلال وجيشه ووزير حربه (يسرائيل كاتس) «بتفكيكها»، ستبقى عنوان الصُّمود والكرامة، وسيتحول احتلالها إلى كابوس يلاحق الغزاة، تمامًا كما حدَث في بيت حانون وغزَّة وخانيونس والشجاعيَّة. أخيرًا، وفي مدلولاتٍ مهمَّة، أدانتْ محكمة العدل الدّوليَّة، في جلسة خاصَّة لها الحرب «الإسرائيليَّة» الَّتي قالتْ عَنْها بأنَّها: «تظهر استهتارًا تامًّا بالحياة البَشَريَّة. فـ»إسرائيل» لم تنهِ احتلالها، بل واصلتْ حروب الإبادة الجماعيَّة ضدَّ الفلسطينيِّين خصوصًا بقِطاع غزَّة. 

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب

دمشق ـ اليرموك

[email protected]