أعلنتِ الحكومة الدمويَّة المحتلَّة للأراضي الفلسطينيَّة، بقيادة مُجرِم الحرب رئيس الوزراء الـ(نتنياهو) وحكومته المتطرِّفة مساء الاثنين عن خطَّة موسّعة لتوسيع العمليَّة العسكريَّة في قِطاع غزَّة، باِسْم «عمليَّة عربات جدعون»، والَّتي من المتوقع أن تبدأَ في تنفيذها بعد زيارة الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة منتصف مايو الجاري، حيثُ تسعى الحكومة «الإسرائيليَّة» إلى الاستفادة من هذه الزِّيارة لتعزيزِ دعمها الدّولي. تهدف هذه الخطَّة إلى تحقيق سيطرة كاملة على القِطاع، مع القضاء على المقاوَمة الفلسطينيَّة الباسلة، وتتضمن تلك الخطَّة الإرهابيَّة على أرض الواقع، قتل المَدَنيِّين من أهلِ القِطاع وتشريد وتهجير مَن يبقَى حيًّا مِنْهم، وهو ما يُسمَّى (تطهيرًا عِرقيًّا) بامتياز، ثمَّ احتلال قِطاع غزَّة بالكامل، مع إبقاء قوَّات الكيان المحتلِّ العنصري الدموي في المناطق الَّتي ـ يحلم ـ بالسَّيطرة عَلَيْها، بدلًا من تنفيذ عمليَّات محدودة ثمَّ الانسحاب مِنْها، فيما سيكُونُ الهدف المعلن إعلاميًّا هو تهجير السكَّان من مناطق القتال، خصوصًا شمال القِطاع، إلى الجنوب، بدعوى حمايتهم، وفي الحقيقة هو إجبارهم على التَّهجير إلى سيناء المصريَّة، وهذا ما رفضته مصر علنًا حين أعلن ذلك في وقت سابق الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشمل الخطَّة عمليَّات بَريَّة وجويَّة وبحريَّة مكثَّفة، مع استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، واستهداف البنية الأساسيَّة للمقاوَمة الفلسطينيَّة الباسلة، إلى جانب السَّيطرة على المساعدات الإنسانيَّة الَّتي ينوي الكيان المحتلّ بالتَّحكُّم في توزيعها في غزَّة، من خلال نظام مثير للجدل يتضمن مقاولين أميركيِّين، وهو ما قوبل بانتقادات منظَّمات الإغاثة الدّوليَّة.
لماذا ستفشل الخطَّة؟
واجهتِ الخطَّة انتقادات حادَّة تمثلتْ في احتجاجات بحشود كبيرة من عائلات الأسرَى، الَّذين أعربوا عن قلقهم من أنَّ التَّصعيد العسكري قد يعرض حياة أبنائهم للخطر، وإعلان الخطَّة نفسها هو في حقيقته التضحيَّة بالأسرَى وعدم الاهتمام بعودتهم، كما انتقد الخطَّة العديد من السِّياسيِّين وجنرالات جيش الاحتلال السَّابقين والحاليِّين وأعضاء سابقون من حكومة الكيان، وذكرهم للأسباب الحقيقيَّة والفعليَّة للخطَّة والَّتي تتمثل في المقام الأوَّل بهروب رئيس وزراء الكيان المحتل الإرهابي الـ(نتنياهو) من المحاكمة بشنِّ حرب واسعة على قِطاع غزَّة لن يقدرَ عَلَيْها جيش الاحتلال، خصوصًا وأنَّه لا يملك العدد الكافي من جنود الاحتياط للإبقاء في المناطق الَّتي ينوي توسعة القتال والبقاء فيها، إلى جانب سقوط العديد من القتلى من جيش الاحتلال في المسافة صفر والَّتي تزداد سخونتها كُلَّما اقترب جنود الكيان المحتلِّ من المناطق المدمّرة والأنفاق الَّتي يواجهون فيها رجال المقاوَمة البواسل وجهًا لوجْه، ويكفي المقاوَمة الباسلة فقط أن تصمدَ على مدار ستة أشْهر وهو موعد الانتخابات القادمة للكيان المحتلِّ، وتكبيد العدوّ العديد من الخسائر، مع فشل جيش الكيان في تحقيق أي انتصار في الحرب منذُ السَّابع من اكتوبر 2023 وكذلك في العثور على الأنفاق الَّتي تشنّ مِنْها المقاوَمة الفلسطينيَّة عمليَّاتها العسكريَّة، ولم ينجحْ إلَّا في اكتشاف ما نسبته (15%) فقط من عدد الأنفاق، كما أنَّ المقاوَمة لدَيْها خبرة طويلة في حرب العصابات والأنفاق وتمتلك قدرات صاروخيَّة واستخباراتيَّة وشبكة أنفاق معقَّدة، دخول المُدُن المكتظة يعني معارك شارع بشارع ستكبّد القوِّات «الإسرائيليَّة» خسائر كبيرة، سيُكلف جيش الاحتلال خسائر بَشَريَّة ما يعني استنزافًا ماليًّا ومعنويًّا، ولم تقدِّم الحكومة الصهيونيَّة المتطرفة رؤية واضحة لِما سيحدُث بعد القضاء على المقاوَمة وهذا ما لن يحدُث. فيما أثارت الخطَّة موجة من الانتقادات الدوليَّة، حيثُ حذَّرتِ الأُمم المُتَّحدة والمملكة المُتَّحدة من العواقب الإنسانيَّة الوخيمة، واعتبرت منظَّمات الإغاثة أنَّ الخطَّة تنتهك المبادئ الإنسانيَّة وأنَّ الهدف مِنْها هو التَّطهير العِرقي.
جودة مرسي
من أسرة تحرير « الوطن»